رئيس التحرير
عصام كامل

مخطط مستوردي الحبوب لضرب العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا.. تجار القمح يروجون شائعات فرض عقوبات على القاهرة بسبب الإرجوت..«فايد» يحرم المستوردين من ملايين الدولارات.. ومسئول روسي: نبحث عن

قمح
قمح

«سياسة مصر المتعلقة بإمدادات القمح لن تؤثر كثيرًا على صادرات البلاد»، كان ذلك أبرز ما قاله فلاديمير فوليك رئيس إدارة تنظيم الأسواق الزراعية في روسيا، معلنًا أن بلاده ستبحث عن حلول للمشكلة في أسواق أخرى.


وأضاف «فوليك» في تصريحات صحفية نقلتها وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن موسكو تأمل في عقد مباحثات مع مصر أكبر مشتر للقمح بشأن عدم موافقة القاهرة على شحنات للقمح الروسي منذ تشديد القواعد المتعلقة بفطر الإرجوت أواخر أغسطس الماضي.

اقرأ.. رومانيا: القمح المرفوض تصديره إلى مصر به آثار ضئيلة من «الإرجوت»

وجاء هذا التصريح بعد ما تداوله عدد من وكالات الأنباء العالمية عن نية موسكو بفرض حظر مؤقت على استيراد المنتجات الزراعية، وهو ما نفته وزارة الزراعة مؤكدة أن ما يحدث مجرد تكهنات.

البداية

تلك التصريحات التي أشارت إلى أن هناك أزمة بشكل أو بآخر بين مصر وروسيا، كان لها سببها منذ أن قرر الدكتور عصام فايد في 11 يوليو الماضي السماح بدخول رسائل القمح المصابة بالفطر بنسبة 0.05% وفق دستور الأغذية العالمى "كودكس".

وأدى هذا القرار إلى إثارة لغط كبير دفع عيد حواش المستشار الإعلامي لوزير الزراعة إلى التأكيد أن القرار يتماشى مع دستور الغذاء العالمي وبناء على توصية صادرة من مجلس الوزراء بتاريخ 21 يونيو 2016.

اقرأ ايضًا..مصادر: 11 مرشحا لـ«الحجر الزراعى» رفضوا دخول الإرجوت منذ شهور

وأضاف «حواش» في تصريحات لـ«فيتو» أن اللجنة العلمية المشكلة من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» وعلماء أمراض النبات في مصر ومسئولي الحجر الزراعي، أكدوا أن فطر الإرجوت لا يستوطن في البيئة والتربة المصرية نظرًا لحاجته إلى مناخ بارد وهو عكس المناخ في مصر.

في 28 أغسطس قرر الدكتور عصام فايد وزير الزراعة منع دخول أي أقماح مستوردة من الخارج إلى مصر مصابة بأي نسبة من فطر الإرجوت.

شاهد..«نور الدين»: الرفض و«الغربلة» حلان لمنع دخول الإرجوت مصر

وأصدر «فايد» قرارًا وزاريًا حمل رقم 1421 لسنة 2016 ينص على إيقاف العمل بالقرار الوزارة رقم 1117 لسنة 2016.

ما بين القرارين كانت الأسئلة كثيرة حول ما دوافع اتخاذ القرار ودوافع إلغائه، ومن له المصلحة في ذلك.

مافيا المستوردين
مصادر داخل وزارة الزراعة كشفت لـ«فيتو» أن الأمر برمته لعبة من مستوردي الحبوب أصحاب المصلحة الأولى في استيراد القمح المصاب بالإرجوت نظرًا لانخفاض سعره مقارنة بالأنواع الأخرى، وهو ما أدى إلى إصدار قرار السماح بالاستيراد.

استقالة خالد حنفي
أما عن أسباب التراجع وفق مصادر مطلعة هو استقالة الدكتور خالد حنفي وزير التموين إثر قضية فساد القمح، الأمر الذي دفع «فايد» إلى إلغاء هذا القرار خوفًا من مواجهة نفس المصير.

شاهد ايضًا..الزراعة: رفضنا 4 شحنات قمح لاحتوائها على «الإرجوت»

سبب آخر تورده المصادر وهو اشتراك «حنفي» في إقناع مجلس الوزراء باستيراد هذا القمح موهمًا الحكومة أن هناك عقوبات في انتظار القاهرة في حال رفضها الالتزام بالنسب التي يقرها دستور الغذاء العالمي، ومع استقالة وزير التموين السابق اتخذ «فايد» قرار الإلغاء.

ضغوط على الوزارة
لم يستسلم «لوبي» استيراد الحبوب أمام قرار وزير الزراعة فبدأوا بالضغط على «فايد» لاتخاذ قرار الإلغاء هذا القرار من خلال الترويج بقرارات روسية قريبة ضد القاهرة.

يؤكد الأمر الدكتور صلاح يوسف وزير الزراعة الأسبق، لافتًا إلى أن الترويج في بعض وسائل الإعلام الخارجية لعزم روسيا تفعيل وقف مؤقت لاستيراد الحاصلات الزراعية المصرية مجرد محاولات من مافيا المستوردين لإثناء الحكومة المصرية عن قرار حظر دخول الأقماح المصابة بالإرجوت.

وأكد «يوسف» لـ«فيتو»، أن العلاقات الزراعية بين مصر وروسيا متينة جدًا ويخيم عليها الاحترام الذي حل الكثير من المشكلات الفنية التي نشأت خلال السنوات السابقة من خلال الاجتماعات الفنية، مشيرًا إلى أن جماعات المصالح من بعض رجال الأعمال تعمل دائمًا على تخريب تلك العلاقات لمصالحهم الضيقة.

تابع..«أبو اليزيد»: تشريعات الحجر الزراعي تلغي أي مواصفات لدخول الإرجوت

وأوضح «يوسف»، أنه وقت توليه المناصب التنفيذية بوزارة الزراعة واجه تلك الضغوط التي كانت بطريقة غير مباشرة في قطاعات أخرى.

وطالب «يوسف» الحكومة بالتعامل بحزم مع من يحاولون افتعال الأزمة واستعداء روسيا ضد مصر في ملف الأرجوت خاصة وأن روسيا من أقل المناشئ في أوروبا الموبوءة بالأرجوت.
الجريدة الرسمية