رئيس التحرير
عصام كامل

إلهامي «عجيبة» !


مصر.. التي هي بلد هذا النائب واسمه "إلهامي عجينة" تشتبك مع العالم في ألف اشتباك واشتباك من حضور قمة الـــ 20 إلى الانضمام لدول "الآسيان" إلى مفاوضات صندوق النقد إلى محاولان رأب الصدع مع إيطاليا في قضية رجيني إلى اللمسات الأخيرة -إن شاء الله- لعودة السياحة الروسية إلى قبول رد محكمة القضاء الإداري في قضية "تيران وصنافير" إلى لجنة تقصي الحقائق في موضوع القمح إلى استقالة وزير التموين إلى الارتفاع المخيف في الأسعار إلى إجراءات تخص مناهج التعليم وإدارته في العام الجديد إلى معركة الدولة مع حرب الشائعات إلى معاهدات واتفاقيات جديدة لوزارة البترول..


النائب المذكور ترك كل ذلك والذي انتخب من أبناء دائرته لمتابعته والانتباه إليه ومناقشته وذهب يتحدث عن القدرات "الأسرية" الخاصة جدًا ويطلب من إحدى المذيعات أن تتصل بزوجة سيادته للتأكد بنفسها! ولم يكن ذلك في اتصال هاتفي بينهما ولا في جلسة عائلية ولا في جلسة غير عائلية.. إنما طلب ذلك من المذيعة في برنامج تليفزيوني وعلى الهواء مباشرة ! وقبلها راح يتهم نساء مصر بما ليس فيهن ورجال مصر بما يشكل هاجسًا فيما يبدو له !

إلهامي عجينة، صاحب التصريحات العجيبة، يستحق المحاكمة كما حوكم غيره في قضية مماثلة.. ولا ينبغي أن تحول الحصانة بينه وبين تطبيق القانون.. فربما توقفه المحاكمة عن التصريحات غير اللائقة المستفزة التي لا تليق بنائب بالبرلمان وفي مثل الظروف المذكورة سابقًا..

نائب البرلمان قدوة في ترتيب أولوياته وقضاياه واهتماماته.. فإن لم يستطع فهو قدوة في حسن اختيار الموضوعات التي يوافق في الحديث عنها مع وسائل الإعلام.. فإن لم يستطع فعليه اختيار عباراته وألفاظه في الأحاديث العامة والخاصة.. فإن لم يستطع فعليه التعلم من التجربة والتوقف عن الكلام عند الإحساس بالخطأ.. فإن لم يستطع فلا نعرف كيف يبقى عضوًا بأي برلمان !

إلهامي عجينة، صاحب التصريحات العجيبة، والذي من الممكن أن نعيد تركيب العبارة السابقة لتصبح "إلهامي عجيبة صاحب التصريحات العجينة"، يجب عليه الاعتذار للأمة التي ينص الدستور على أنه يمثلها.. حتى لو لم يحاكم.. على الأقل ليؤكد لنا أن ما جرى -كله- زلات لسان ليس أكثر وأن أخلاقه الحقيقية في اعتذار علني وواضح وصريح.. وليس في اعتذارات عابرة وعلى استحياء !! حيث آثر أن يكون الاعتذار -الاعتذار- هو الذي عن استحياء !!
الجريدة الرسمية