صمود الهدنة في سوريا وبدء الاستعدادات لتوصيل المساعدات
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن يومًا كاملا مر دون سقوط قتلى بعد بدء سريان وقف جديد لإطلاق النار في الصراع بين الرئيس السوري بشار الأسد وخصومه فيما تبذل جهود حذرة لتوصيل المساعدات إلى مناطق محاصرة.
بعد 24 ساعة من بدء سريان الهدنة أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أن الوضـع تحسن كثيرا قائلا إنه ينبغي السماح بتوصيل مساعدات الأمم المتحدة في وقت قريب بما في ذلك إلى منطقة شرقي حلب المحاصرة التي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه لم يتلق أي تقريــر عن مقتل مسلحين أو مدنيين بسبب القتال في أي من المناطق التي تشملها الهدنة، ويحظى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة بدعم من الدول التي تدعم الأسد ومعارضيه ويمثل ثاني محاولة هذا العام لإنهاء الحرب السورية التي أحبطت كل مساعي السلام منذ نشوب الصراع قبل خمسة أعوام.
ويقدر المرصد أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الصراع يبلغ نحو 430 ألف قتيل، وهو ما يتماشى مع تقديرات الأمم المتحدة، وتشرد 11 مليونا مما أثار أسوأ أزمة لاجئين في العالم. وتمثل الهدنة أكبر رهان من واشنطن حتى الآن على أنها تستطيع العمل مع موسكو لإنهاء حرب حوّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسارها عندما أرسل طائراته الحربية لدعم الأسد.
واتفقت موسكو وواشنطن على تبادل معلومات عن الأهداف من أجل شن ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وهذه أول مرة يحارب فيها خصما الحرب الباردة جنبًا إلى جنب منذ الحرب العالمية الثانية.
وذكر المرصد أن أعنف قتال منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ كان في قرية معان بمحافظة حماة مساء أمس الثلاثاء، وينشط في منطقة حماة متشددون ومقاتلون من المعارضة المعتدلة يحاربون تحت لواء الجيش السوري الحر، ولم يتضح على الفور إن كان مقاتلو المعارضة الذين خاضوا القتال ينتمون لأطراف يشملها وقف إطلاق النار.
وقال مصدر عسكري سوري إن الجماعات المسلحة خرقت وقف إطلاق النار إذ هاجمت مواقع للجيش بالأسلحة الآلية، وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، إن القتال قد يمثل تهديدًا خطيرًا لوقف إطلاق النار إذا لم يتوقف، وأوضح مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية أنه يتعين على كل الجماعات باستثناء جبهة فتح الشام وتنظيم "الدولة الإسلامية" الالتزام بالاتفاق، وأضاف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "ما نفهمه حاليًا هو أن الجماعات التي يجوز استهدافها خلال هذه الفترة هي داعش وجبهة النصرة فحسب".
ح.ز/ ع.ج (رويترز)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل