متحرشون ومتظاهرون!
قالت مصادر من وزارة الداخلية إن عدد المتحرشين في أول أيام العيد أمس بلغوا 85 متحرشا بين تحرش لفظي وجسدي وأن عددا كبيرا منهم تم تسليمه لأهله والباقي انتهى بالتصالح بين أطرافه بينما أحيل عدد قليل منهم إلى النيابة!
للأسف هذا السيناريو هو المتكرر طوال الأعوام الثلاثة الماضية وعلينا أن نفهم أن الحالات التي تصالحت تم الضغط عليها معنويا بمنطق إيثار السلامة والبعد عن الفضيحة إلى إيثار السلامة والبعد عن الجرجرة كل حين للشهادة وأخذ الأقوال أمام جهات التحقيق وما في ذلك من إفساد إجازة العيد فضلا عن تنزه الكثيرين خارج محافظاتهم ومدنهم وعند أقاربهم في محافظات مجاورة!
بهذه الطريقة وبهذه الطبطبة فلن تنتهي الظاهرة أبدا.. سننتظرها وسينتظرها الشارع المصري في كل أعياده ومناسباته القادمة.. في الأعياد الدينية المعروفة وشم النسيم طالما لا ندرك أن وجود عقاب رادع يراه المتحرشون بأنفسهم ويرون أنباء الإحالة إلى القضاء وجلسات تؤجل وأخبار في الصحف عن محاكمات تتم لمتحرشين تنتهي بأحكام رادعة فلن تتوقف الظاهرة.. إن لم يصل الأمر إلى أن كل عائلة تكرر النصح لأولادها والتحذير من التحرش لأن الأحكام الصادرة من المحاكم المصرية في قضايا تحرش سابقة قد صدرت وأنهم يخشون على أولادهم من الوقوع في مثلها فسوف يستمر التحرش.
التحرش خدش لحياء لون بأكمله ويعج فيها الشارع المصري بالبذاءة والانحطاط لجيل كامل لم يعرف قطاع غير قليل منه التربية لا في البيت ولا في المدرسة وتأديبهم وتربيتهم بأثر رجعي أمر جائز وممكن جدا شرط توفر الرؤية والإرادة.. فلا يصح الاستناد إلى تطبيق القانون مع المتظاهرين فقط والتراخي مع المتحرشين بحجة الخوف على مستقبلهم والتحجج بصغر سنهم وأعمارهم.
فالقانون قانون.. وإما يطبق على الجميع أو أنكم تشجعون على الفوضي وتهدرون جهودا شرطية كبيرة خصوصا لضابطات الشرطة ومعهن جهود أخرى لجمعيات نسائية تبذل جهدا جبارا لوقف الظاهرة وكذلك تهينون قوانين موجودة وسارية في وقت نحن أحوج الناس فيه لتطبيق القوانين والالتزام بها !