رئيس التحرير
عصام كامل

سفير فلسطين ناعيا مهدي سردانة: جسد تاريخ المقاومة بألحانه

جمال الشوبكي
جمال الشوبكي

نعى سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمال الشوبكي، الفنان الفلسطيني الكبير مهدي سردانة والذي وافته المنية اليوم الإثنين في مستشفى فلسطين بالقاهرة بعد صراع مع المرض.


وقال السفير الشوبكي إن الراحل كان قامة فنية وطنية قدمت الكثير لأجل القضية الفلسطينية ولحركة فتح خلال مسيرة نضاله، وكانت بصمته حاضرة في مختلف مراحل وميادين الثورة الفلسطينية والتي تمكن من أن يؤرخها فنيا مما كان يشحذ من همة الشباب المقاوم بألحانه الوطنية للثورة الفلسطينية التي أضحت رصيدا فنيا يجسد التاريخ الفلسطيني المقاوم.

وولد الفنان مهدي أبو سردانة في 5-10-1940 في قرية الفالوجة الواقعة بين مدينتي الخليل وغزة، ومن ثم شهد النكبة وعلى إثرها انتقل لاجئًا إلى الأردن، ثم عاد إلى غزة، والتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية مبكرا.

وفي عام 1958 استقر به المقام في مصر، وعمل في إذاعة «صوت العرب» القاهرية، وكان بصحبة كل من فؤاد ياسين (مؤسس صوت العاصفة) في ما بعد، والفنان أبو عرب وكامل عليوة؛ وبدأ مسيرته الفنية مؤديا لألحان كبار الملحنين المصريين من أمثال بليغ حمدي ورياض السنباطي، ثم انتقل بعدها إلى إذاعة (صوت العاصفة) التي كانت تبث من القاهرة ومخصصة لتكون ناطقة باسم الثورة الفلسطينية، فالتقى هناك بالشعراء صلاح الحسيني ومحمد حسيب القاضي، وشكّلوا معا ما يشبه الرابطة لإنتاج الأناشيد الثورية وتلحينها ونشرها عبر أثير صوت العاصفة، التي أصبح اسمها (صوت فلسطين).

ويعتبر سردانة من أشهر ملحني أغاني الثورة الفلسطينية، حيث لحن معظم أغاني وأناشيد الثورة الفلسطينية منذ حرب النكبة 1948، وحتى الآن، ومن ألحانه: «طالعلك ياعدوي طالع، ثوري ثوري ياجماهير الأرض المحتلة، أنا يا أخي، على الرباعية، يا شعبنا في لبنان، شدوا زناد المارتين»، وتم تكريم الملحن الكبير من قبل الرئيس محمود عباس الذي منحه عام 2011 وسام الاستحقاق والتميز، تقديرا لدوره الوطني في حقل الإبداع الفني والثقافي.
الجريدة الرسمية