الحج للوحدة..وليس للفتن !
عجيب أمر أمتنا.. شرع لها الله ما يوحدها ويوحد كلمتها خمس مرات في اليوم ومرة كل جمعة ثم شهر في العام وحج مرة كل عام أيضا..إلا أن الأمة تأبى ذلك فلا توحد صلاتها ويتعارك بعض أطيافها على فضل مساجدهم وزواياهم في الصلوات ولا يتفقون على يوم في بدء رمضان وبالتالي ولا في نهايته، وأخيرا بات موسم الحج كل عام مدعاة للمشكلات والاختلاف والخلاف والشقاق..
صحيح توقفت حتى الآن عند حدود التراشق الإعلامي وتجنيد كل فريق ما يدعمه من قنوات وصحف وأقلام إلا أن عدو الجميع يخطط لأبعد من ذلك.. يخطط للاقتتال بين الأطراف ليقف فوق اشلاء الجميع بعد أن يقضي كل منهم على الآخر ويستنزفوا أنفسهم وينهكوا اقتصادهم ويفقدوا أبناءهم وينففوا أموالهم في شراء السلاح من مصانعه التي ستدور بفعل ذلك بينما تتزايد أعداد العاطلين في بلادنا!
المؤسف أن العدو قال إنه لن يترك جمال عبد الناصر يبني ويتقدم وقد كان.. وقال إنه لن يترك مصر تنعم بنتائج نصرها في أكتوبر 73 وقد كان.. وقال إنه لن يترك صدام حسين في السلطة وقد كان.. وقال إنه لن يترك القذافي حاكما على ليبيا وقد كان..وقال آن الأوان أن تختفي سوريا لتتوارى قضية فلسطين إلى الأبد وهو لم يزل يحاول في هذه الأخيرة إلا أنه وفي كل ذلك لم يتوقف عن قوله إنه يخطط ويستهدف فتنة "سنية شيعية"! وصراع دامي بين "السنة والشيعة"! ومع ذلك نجد من يساعدونه ويقدمون له كل لحظة تبرعات مجانية لم يكن يحلم بها من أكثر الأعداء غباء!
الخلاف على أسس سياسية وارد جدا.. والخلاف على أسس قومية من سمات أغلب الحروب في عصرنا الحالي..إنما أن ندفع جميعا إلى الصراع الطائفي المذهبي الذي يعلن عدونا أنه حلمه الأكبر فالأمر عجيب وغريب وخصوصا أن أغلب النافخين في نيرانه من المثقفين أو على الأقل من المتعلمين وممن يحسبون أنهم يحسنون صنعا!
اتقوا الله في أوطانكم ومن يعاني عقدا نفسية أو فراغا من أي نوع فليجنب أوطانه نارا وقودها الأخضر واليابس في أحوال نتلمس فيها ما تبقى عندنا من أخضر ومن يابس على السواء!