رئيس التحرير
عصام كامل

«منى» تستقبل الحجاج لرمي جمرة العقبة.. زوار البيت الحرام يكملون مناسكهم بذبح الأضاحي.. حلق الرأس والتقصير للرجال.. والطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة آخر الشعائر

فيتو

أقبل حجاج بيت الله الحرام جماعات وفرادى إلى مشعر منى راجلين وركبانًا مع إشراقة صباح هذا اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين تملأ قلوبهم الفرحة والسرور بعد أن مّن الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وأدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في المشعر الحرام "مزدلفة" تحفهم عناية الله تعالى ورعايته.


خادم الحرمين
ويعيش الحجاج الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكاملة تحيطهم من كل جانب، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وجميع المعنيين الذين يحرصون ويوجهون دائمًا بتقديم أعلى مستوى من الخدمة لراحة الحجاج وأمنهم واطمئنانهم.

ونجحت الخطط التي وضعتها جميع القطاعات المعنية بالحج هذا العام بفضل الله تعالى، ثم بمتابعة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية.

وفور وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعًا لسنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن ثم يطوفون بالبيت العتيق ويؤدون نسكي الحلق أو التقصير والنحر.

ويأتي رمي الجمار تذكيرًا بعداوة الشيطان الذي اعترض لنبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.

وبعد أن يفرغ الحاج من رمي جمرة العقبة شرع له في هذا اليوم أعمال يوم النحر حيث يبدأ بنحر هديه، ثم بحلق رأسه، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.

أيام التشريق
بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله ويكثرون من ذكره وشكره، ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.

ورصدت بعثة وكالة الأنباء السعودية اهتمام وسائل الإعلام العربية والإسلامية والدولية وحرصها على نقل وقائع حج هذا العام حيث سجلت نجاح مراحل تنقل الحجاج بين المشاعر وتميزها بالانسيابية رغم كثرة المركبات، إلا أن الطرق الفسيحة ووسائل النقل الحديثة ومنها قطار المشاعر الذي أسهم في نجاح الخطة المرورية التي يقوم عليها رجال أكفاء من الأمن العام والمرور وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني يساندهم في ذلك أفراد الكشافة الذين واصلوا الليل بالنهار لتنظيم حركة السير وإرشاد الحجاج وتأمين سلامتهم فيما كانت الطائرات العمودية تتابع حركة النفرة موجهة من خلال غرفة العمليات ومركز القيادة والسيطرة لمواقع الكثافة على الطرق كافة للعمل على فك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة مواكب الحجيج.

الهدوء والسكينة
وعاش الحجيج في نفرتهم الهدوء والسكينة في طقس اتسم بالاعتدال بحمد الله تحفهم عنايته سبحانه وتعالى ثم جهود وحرص وتنسيق بين العديد من القطاعات التي التزمت الخطط المرسومة لتحركات الحجيج بين المشاعر المقدسة وتوفر الخدمات الصحية والتموينية والغذائية وكذا الاتصالات والمياه والكهرباء إلى جانب انتشار مراكز الدفاع المدني على الطرقات وداخل المشاعر.

تجتمع لحجاج بيت الله الحرام اليوم فرحتان لاشيء يعدلهما.. فرحة وصولهم إلى مشعر منى بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والنفرة لمزدلفة، وفرحة حلول عيد الأضحى المبارك "يوم الحج الأكبر" لتكتمل الصورة بقبول العمل - بإذن الله - وسط أجواء إيمانية مفعمة بالخشوع والخضوع والإنابة.

وخالجت دموع الحجاج دعائهم، رافعين أكف الضراعة لله تعالى ابتهالًا بهذا الموقف، وتهللت دموعهم طلبًا للرحمة والمغفرة، في منظر مليئ بكل صور الروحانية والرجاء برب كريم رحيم.

وفي مثل هذا اليوم من كل عام يؤدي الحجاج أغلب مناسك الحج، وهي رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، والسعي، ونحر الهدي لمن عليه هدي من الحجاج.

وتقاطرت جموع الحجيج منذ فجر هذا اليوم لأداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات في انتظام سلس وحركة هادئة من ضيوف الرحمن وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في منى وفق خطة التفويج المعدة لذلك.

وبرؤية شاملة لمنطقة جسر الجمرات والساحات المحيطة فقد اتسمت حركة الحجيج فيها بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات وتوزعت على الأدوار بشكل متقارب إلى حد ما تمكن معه الحجيج من الرمي والعودة لمواقع إقامتهم في يسر وسهوله، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالا بالانسيابية في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج وتوفر رجال الأمن والمرشدين والقائمين على التوعية على الطرق مع توفر المياه النقية للشرب ودورات المياه.
الجريدة الرسمية