بوتين والانتخابات الأمريكية !
اللص يعتبر كل الناس لصوصا.. والعاهرة تعتبر كل النساء عاهرات.. إنها نظرية الإسقاط في علم الاجتماع.. أي أن يسقط الإنسان ما به على الآخرين..أقول ذلك بمناسبة الاتهامات الأمريكية الحالية لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال عمليات قرصنة إلكترونية للحزب الديمقراطى الذي تمثله هيلارى كلينتون في هذه الانتخابات، وإثارة حالة من التشكيك وعدم الثقة داخل أمريكا.
فإن الأمريكان الذين يتهم بعضهم الآن روسيا بالتأثير في انتخاباتهم الرئاسية لهم باع طويل في التدخل بالانتخابات في العديد من الدول في أنحاء العالم.. بل أن المخابرات الأمريكية تم التعجيل بتأسيسها عام 1947 لكى يتسنى لها وقتا كافيا للتدخل في الانتخابات البرلمانية الإيطالية والتي كان الحزب الشيوعى فيها متقدما حسب العديد من التقديرات، وهو الأمر الذي كانت تخشاه واشنطن .. وكانت بالفعل أول مهمة خارجية كبيرة تكلف بها المخابرات الأمريكية هي مساندة ودعم الحزب الديمقراطى المسيحى للفوز في الانتخابات الإيطالية.. وفى سبيل تحقيق ذلك تعاونت المخابرات المركزية الأمريكية مع المافيا الإيطالية.
ومن وقتها ولم تتوقف واشنطن عن التدخل في انتخابات العديد من الدول.. ولعلنا نتذكر تلك الضغوط الأمريكية التي تعرضت لها بلادنا من أجل إعلان فوز مرشسح الإخوان محمد مرسي في الانتختابات الرئاسية التي جرت في عام 2012، في ظل الرهان الأمريكى على حكم الإخوان لمصر. وهكذا طباخ السم لابد وأن يتذوقه!