رئيس التحرير
عصام كامل

تسييس الحج !


حتى الحج لا تريد إيران أن تتركه وشأنه بدون أن تقوم بتسييسه واستثماره في صراعها الذي تخوضه مع المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج، وزيادة نفوذها السياسي في المنطقة، وهو النفوذ الذي اتسعت مساحته من العراق إلى سوريا إلى اليمن بعد أن كان يتركز من قبل في لبنان وتحديدا في جنوب لبنان الذي يهيمن عليه حزب الله اللبنانى الذي ترعاه إيران.


فها هي إيران بعد أن منعت حجاجها من ممارسة هذه الشعيرة الإسلامية هذا العام تخرج على لسان مرشدها خامئنى لتطالب مجددا بإدارة غير سعودية للحج أو إدارة دولية لها، وبالطبع هذه الإدارة الدولية ستكون عنوانا لإدارة تشارك فيها إيران بالطبع.. أي هي تريد دس أنفها في شأن خاص داخلى بالدولة السعودية، وأن تسلبها حقها الطبيعى في إدارة أمورها الداخلية.. ولعلنا نتذكر أن فكرة تدويل الأماكن الدينية في القدس الشرقية لم تطرح إلا لمنع إسرائيل من الهيمنة على هذه الأماكن، سواءً كانت إسلامية أو مسيحية.

يتعين على كل الدول العربية ألا تمكن إيران من ذلك، حتى وإن كانت بعض الدول لا تشارك السعودية في بعض السياسات والمواقف. وعلى الجامعة العربية أن يكون لها موقف صارم تجاه هذا الأمر، واضح ومعلن، لأن النفوذ الإيرانى يتمدد في منطقتنا، وإيران تبغى فرض هيمنتها على شعوب هذه المنطقة، وهذا أمر لا يصح السكوت عليه..

أهلا بإيران كدولة إقليمية مهمة صديقة.. ولكن لا لإيران كدولة تتدخل في شئون دول المنطقة وتسعى لفرض هيمنتها عليها.
الجريدة الرسمية