الحج.. الفريضة المشروطة !
كل الفرائض تركت شروط أدائها-تقريبًا-لتفسير وفهم الفقهاء وقبلهم تابعو التابعين وقبلهم التابعون.. وقبلهم الصحابة رضي الله عنهم..إلا الحج منصوص على شروطه في القرآن الكريم صراحة.. شرطة الاستطاعة.. لكنه الشرط الأكبر.. ثم تتوالى الشروط بعده..يوردها القرآن وتوردها السنة.
قف..أنت الآن في حضرة الرحمن.. هنا أنتم جميعًا عباده.. كلكم سواء بسواء.. لا فرق بين أبيض وأسود.. ولا غني وفقير.. قوي أو ضعيف..عربي أو أعجمي.. فجميعكم مقصرون أو محلقون.. هنا لا جدال ولا فسوق..هنا مناسك واحدة على الجميع.. وجميعكم بملابس الإحرام وهي واحدة.. أمامه سبحانه لن يتميز أحد إلا بالتقوى وصدق النية.. صدق النية والتقوى يؤديان إلى لحظات صفاء بين الكثيرين وبين ربهم تتجلي فيها المشاعر مع الشعائر فتختلط إلى حد استعجال اللقاء وهنا تكون ظاهرة الموت في الحرم وما حوله أو عند الوصول إلى أرض الله الحرام.. وهي في أغلبها حالات تستحق أن تروى ويبقى ما بين صاحبها وربه عنده سبحانه وحده.
الحج فريضة الفرائض.. وصاحب الأمر به سبحانه وتعالى وضع شروطه حتى قيام الساعة.. لكل العصور ولكل الأجناس ولكل الشعوب.. وبكل الأعداد الممكنة من الآلاف ثم عشرات الألوف إلى مئات الألوف وإلى الملايين كما هو الحال اليوم.. إنها قوانين-أركان الحج-على الجميع ولوائحها-سنن الحج-تفسر وتشرح للجميع أيضًا.. أنه صورة سنوية مصغرة ليوم الحشر.. ينسى الجميع حتى أنفسهم.. يسلمون ويستسلمون للرحمن.. وما أجمله تسليم واستسلام..للعادل الرحيم الرؤوف الكريم..للغفور العاطي المجيب السميع.
وتبقى النية ملك لعالم الأسرار وكاشف ما في الصدور والقلوب..هنا الكل متساوون حتى في الاطلاع على سرائرهم ودواخلهم..لأنهم في ضيافته..في ضيافة الرحمن..هنا العدل..العادل..هنا من لا يُظلم عنده أحد !!