رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاد بشار الأسد..5 أزمات في 50 سنة لقائد الجيش السوري..تعديل الدستور لتولي الحكم البداية..الانقلاب على رجال أبيه أول تحركات «طبيب العيون»..والدخول ببلاده إلى حرب المأساة الأبرز

بشار الأسد
بشار الأسد

لم يكن في مخيلته أنه سيتولى رئاسة البلد المركزي في الشام، اختار منذ البداية أن يسلك الطريق الأكاديمي رغم انتسابه إلى القوات المسلحة باعتباره ابن الرئيس، لكن ترقيه المستمر لم يدفعه إلى تجاهل حقيقة أن أخيه الأكبر باسل الأسد هو خليفة أبيه، عمل «الأسد» الأب لذلك كثيرًا.


في عام 1994 توفي «باسل» لينحرف مسار طبيب العيون الذي ولد في هذا اليوم من عام 1965، ويبدأ عامه الواحد والخمسين وبلاده على شفا تقسيم والسوريون في كل بلاد العالم تحت اسم «لاجئين»

رقم 5 الذي يتخطاه بشار الأسد يعد أحد الأرقام المميزة في حياة قائد الجيش السوري، لا لشيء إلا لأن حكمه الذي يستمر حتى هذا الوقت - 16 عامًا - شهد 5 أزمات نسردها في السطور التالية.

1- تعديل الدستور

في الوقت الذي توفي فيه حافظ الأسد كان ابنه يبلغ من العمر 34 عامًا وعشرة أشهر، وهو ما يعني دستوريًا عدم قانونية توليه العرش الذي حدد سن الرئيس بأن لا يقل عن 40 عامًا.

أزمة تلقاها الرئيس الشاب بأغرب ما عرفته النظم الحديثة حين تم عقد مجلس الشعب في يوم واحد لإقرار تعديل في الدستور ينص على أن من يتولى الحكم لا يقل سنه عن 34 عامًا ليتولى بشار الأسد الحكم.

2- الانقلاب على رجال أبيه
لم يكن طبيب العيون بالذي يرضى أن يحيطه رجال أبيه الذين عرفوا الغاز لعبة السلطة ومن ثم يمكن أن يمثلوا خطرًا عليه، لذلك قرر التخلص منهم في حياة أبيه فكان أول خطواته جمع حرسٍ خاص حوله انطلاقًا من معايير ثلاثة: الوفاء لآل الأسد، والانتماء إلى الطائفة العلوية، والدعم غير المشروط لطموحاته.

وفي هذا السياق، عمد منذ عام ١٩٩٥ إلى انتزاع ملف لبنان من يد عبد الحليم خدام بمباركة أبيه، وإلى التخلص من رئيس المخابرات العسكرية على دوبا بعد تقويض سلطته، ثم من رئيس أركان الجيش حكمة الشهابي بحجة تقدمه في السن، ومن رئيس أركان سلاح الطيران محمد خولي.

3- التحالفات الإقليمية
رغم التقارب السوري الروسي في عهد «الأسد» الأب إلا أنه عمل على وجود توازن يحفظ لدمشق استقلاليتها وهو عكس ما فعله «بشار» الذي حول سوريا إلى قاعدة إيرانية وعاصمة روسية طوال فترة حكمه، الأمر الذي دفع البلدان إلى الدفاع عنه منذ بدء الحرب السورية.

4- الديكتاتورية
لم يسلم بشار الأسد من موجات الربيع العربي رغم أنه الرئيس الأقل من حيث مدة الحكم مقارنة بنظرائه سواء مبارك «30 سنة» أو على زين العابدين «23 سنة»، وفي 15 مارس انطلقت الثورة السورية التي سرعان ما تحولت إلى حرب ميليشيات التهمت دمشق وتسببت في وفاة أكثر من 260 ألف سوري وفق بعض التقديرات الرسمية.

ورغم أن «الأسد» بدأ حكمه بانفراجة سياسية تمثلت في إعطاء مزيد من الحريات إلا أنه سرعان ما انقلب الأمر في سنوات ما قبل الثورة إلى ديكتاتورية وأصبحت الأجهزة الأمنية هي المسيطر الأساسي على الحكم. 

5- الحرب السورية
اما آخر أزمات بشار الأسد فكانت الحرب السورية التي تسببت في لجوء الملايين من أهالي دمشق بجانب مئات الآلاف من القتلى، وخضوع سوريا إلى رغبات الدول العالمية لتكون هي المقرر الأساسي في مصير السوريين في أكثر الأزمات الطاحنة التي يشهدها العالم في الألفية الجديدة.
الجريدة الرسمية