رئيس التحرير
عصام كامل

«برسوم العريان».. قديس ترك ثروته طمعا في الوحدة والصلاة.. «بروفايل»

فيتو

احتفل دير الأنبا برسوم العريان بمنطقة المعصرة اليوم السبت بتذكار نياحته "وفاته"، وسط حضور المئات من المتوافدين للتبارك من مزاره الذي يقل جثمانه بأرض الدير، وترأس الصلوات الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة وعدد من الكهنة والشمامسة.


ويعد القديس الأنبا برسوم العريان، أو آفا برسومة أحد قديسي القرن الثالث عشر، عاش في وسط الضيق الشديد ووصل لدرجة القداسة بالتوحد والصلاة.

وُلد سنة 1257 م من أبوين تقيين، وكان والده يدعى الوجيه مفضل، اتخذته الملكة شجرة الدر كاتمًا لأسرارها، ورزق بطفل بعد سنوات من زواجه لتنجب زوجته القديس "برسوم العريان".

توفي والده وبعد عام توفيت والدته، فطمع خاله في الميراث، أما برسوم فلم يدخل مع خاله في خصومة، متذكرًا قول الحكيم بالكتاب المقدس "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح" (جا 1: 2)، وإذ حاول بعض أقاربه أن يثيروه ليقاضي خاله رفض تمامًا.

نظرًا لتربيته الدينية بمنزل أبيه اشتاق لحياة الوحدة والتعب، فاتجه إلى خارج الفسطاط (منطقة قريبة من مصر القديمة) ليعيش في مغارة، يتحمل حرّ الصيف وبرد الشتاء، غير مبالٍ بما يصادفه من مخاطر البرية.

عاش خمس سنوات في حياة نسكية جادة مع صلوات ومطانيات (سجدات) بلا انقطاع، يرتدي منطقة من جلد الماعز على حقويه، لذا دعى بالعريان.

ووسط تعبد وصلوات أرشده الله للذهاب إلى كنيسة الشهيد أبي سيفين "مرقوريوس" بمصر القديمة، إذ كان بها مغارة بجوار الباب البحري، لا تزال إلى يومنا هذا، وكان بها ثعبان ضخم بسببه امتنع الناس من النزول إليها.

منذ بداية دخول القديس برسوم للمغارة، حاول النزول، فتدخل بعض الخدام بالكنيسة مظهرين خوفهم عليه، أما هو بسط يديه نحو السماء وصلى، قائلًا: "يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحيّ، أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو" - وفق سيرته الذاتية.

وبعد صلوات قصيرة من القديس دخل للمغارة الأنبا برسوم وبات الثعبان صديقا له داخل المغارة قرابة 20 عامًا، وخلال أيامه على الأرض عاشت الكنيسة أيام ضيقات في أواخر سلطنة خليل بن قلاوون، إذ أغلقت الكنائس في كل القطر ماعدا الإسكندرية، وصدر الأمر بلبس العمائم الزرقاء.

أما القديس برسوم فكان مستمرًا في صلواته في الكنيسة، رافضًا لبس العمامة الزرقاء، وشى به البعض لدى الوالي فأمر بجلده وحبسه ثم أطلقه فسكن على سطح الكنيسة يقدم صلوات ومطانيات بدموعٍ لكي يرفع الله غضبه عن شعبه ويغفر لهم خطاياهم ويحنن قلوب المتولين عليه.

ثم أفرج عنه ليذهب إلى دير شهران بجهة معصرة حلوان، وهناك عاش في حياة نسكية شديدة، وكانت نعمة الله تسنده، ووهبه الله عطية صنع العجائب، وكان كثير من المتضايقين يأتون إليه ليجدوا فيه راحة سماوية، وصلاته يرفع الله بها الضيق، وتوفي في 5 نسيء عام 1033 للسنة القبطية والموافق 10 سبتمبر سنة 1317 م، وتنيح القديس وهو في الستين من عمره.
الجريدة الرسمية