بالفيديو والصور.. قصة تحرير الحرم المكي على يد كوماندوز مصري
مصر والسعودية.. تاريخ مشترك ومصير واحد، وطريق التحالف بين البلدين رغم وجود بعض المطبات نهايته هدف واحد للقاهرة والرياض.
ودائمًا ما مثلت الانتهاكات الإيرانية بالحرم المكي نهاية خلافات الشقيقين وتوحدهم في مواجهة مشروع فارسي يسعى للتمدد في المنطقة، ويرى في الحرم المكي جائرة كبيرة، وفي الأزهر الشريف هدفًا إستراتيجيًا.
محاولات العبث بأمن ضيوف بيت الله الحرام، وارتكاب مجازر في صفوف المهرولين إلى ربهم لقضاء الركن الخامس في الإسلام، أمر لا تنشغل به دولة الملالي بهدف انتزاع إدارة الحج من المملكة العربية السعودية.
العراك السياسي بين إيران والسعودية، بهدف تسييس شعائر الحج، ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الإيرانيون استغلال موسم الحج لترويج دعايات وأهداف ذات أغراض سياسية، والإقدام على أعمال تظاهر وشغب في الأماكن المقدسة.
فقد شهد الماضي العديد من المحاولات المماثلة، وقد واجهتها السلطات السعودية بسعة صدر وضبط نفس حرصًا منها على راحة ضيوف الرحمن.
لكن تظل واقعة موسم الحج عام 1979، التي شهدت محاولة صريحة لاحتلال الحرم المكي على يد ميليشيا إيرانية مسلحة الأبرز بين تلك الأحداث.
خطة احتلال الحرم
حادثة الحرم المكي الشهيرة بدأت أحداثها فجر يوم 1
محرم 1400، الموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي، وهو من مقدسات المسلمين، مدعين ظهور المهدي المنتظر، وذلك إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز.. هزت العملية العالم الإسلامي برمته، فمن حيث موعدها فقد وقعت مع فجر أول يوم في القرن الهجري الجديد، ومن حيث عنفها فقد تسببت في سفك للدماء في باحة الحرم المكي، وأودت بحياة بعض رجال الأمن والكثير من المسلحين المتحصنين داخل الحرم.. حركت الحادثة بسرعة مشاعر الكثير من المسلمين، وجميع المسلمين شجبوها وأنكروها ووقفوا ضدها.
خطة جهيمان
وقد برر جهيمان العتيبي، قائد العملية، هجومه باعتباره نصرة للمهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت جورًا وظلمًا، والدعوة إلى مبايعة محمد عبد الله القحطاني، خليفة للمسلمين، وإمامًا لهم على أنه المهدي المنتظر.بعد صلاة الفجر يوم 1 محرم 1400، الموافق 20 نوفمر 1979، وقف جهيمان العتيبي وبجانبه محمد عبد الله القحطاني، ليعلن أمام المصلين خروج المهدي، وطلب منهم مبايعة محمد القحطاني باعتباره المهدي الواجب اتباعه، وفي هذه الأثناء، ظهرت مجموعة من الرجال التابعين له "والذين تبين فيما بعد أنهم من 12 دولة مختلفة بينهم أمريكان".
اقتحام مسلح
بعد إصدار فتوى تبيح اقتحام المسجد الحرام بالأسلحة برزت مشكلة أكبر، وهي فشل قوات الحرس الوطني السعودي في إنجاز المهمة، وتسببت محاولاتهم، المرتجلة على ما بدا، في مقتل 1500 من أفراد الحرس السعودي دون النجاح في تحقيق الهدف. فالقوات لم تكن تتعامل مع الحادثة بتخطيط أو دراسة للعملية، ومع مرور الأيام أخذت تصدر عن جثث القتلى المتفرقة في مختلف أركان المكان روائح منفرة زادت من تأزم الأمر.
الأمر الذي دفع الرئيس الراحل أنور السادات للاستجابة السريعة لنداء الأمة الإسلامية، على الرغم من الخلافات بينه وبين الرياض على خلفية اتفاقية السلام مع الاحتلال، وأمر بإرسال فرقة "كوماندوز" لتحرير الحرم بالمشاركة مع قوات إسلامية أخرى.
الأمر الذي دفع الرئيس الراحل أنور السادات للاستجابة السريعة لنداء الأمة الإسلامية، على الرغم من الخلافات بينه وبين الرياض على خلفية اتفاقية السلام مع الاحتلال، وأمر بإرسال فرقة "كوماندوز" لتحرير الحرم بالمشاركة مع قوات إسلامية أخرى.
أحداث مكة 1987
هي اشتباكات عنيفة وقعت في 31 يوليو 1987 في مدينة مكة المكرمة خلال موسم الحج بين مجموعة من الحجاج الشيعة، غالبيتهم إيرانيون، وقوات الأمن السعودية، تباينت ردود الفعل تجاه الأحداث، حيث يصفها المتعاطفون مع الجانب السعودي بأعمال الشغب، بينما يصف المتعاطفون مع الحجاج الشيعة الأحداث بالمجزرة.
مظاهرات ولافتات
منذ 1981، اعتاد الإيرانيون على القيام بتظاهرات سنوية ضد إسرائيل وأمريكا رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران والدعوة إلى الوحدة الإسلامية والعداء لـ"إسرائيل"، رافعين صور المسجد الأقصى والمسجد الحرام وصور الخوميني.لكن في عام 1987، قامت قوات الشرطة والحرس الوطني بتطويق جزء من المسار المخطط للمسيرة، ومنع المتظاهرين من العبور الذي أدى إلى تصادم الحجاج المتظاهرين مع قوات الأمن.
اشتدت حدة الاشتباك لمرحلة العنف بعد تدافع الحجاج الذي أودى بحياة بعضهم، نتج عن الاشتباك مقتل 402 شخص: 275 حاجًّا إيرانيًا، و42 حاجًا من جنسيات أخرى، و85 رجل أمن سعوديًا.
أكاذيب طهران
تبادل المسئولون الإيرانيون والسعوديون الاتهامات، حيث اتهمت إيران السعودية بقتل المتظاهرين بإطلاق النار عليهم، بينما نفت السعودية إطلاق رصاصة واحدة، وأرجعت عدد القتلى إلى تدافع وعنف المتظاهرين.كما أسفرت الأحداث عن إصابة 649 شخصًا: 303 من الإيرانيين، 145 من السعوديين، 201 حاج من بلدان أخرى.
وقيل وقتها إن الرئيس الأسبق حسنى مبارك أمر بإرسال قوات خاصة لدعم الأمن السعودي الذي واجه ميليشيا حربية محترفة، إلا أن بعض المصادر شككت في صحة هذه الرواية.