«11 سبتمبر».. دفن اللغز مع جثمان «بن لادن» في قاع البحر.. حرب «بوش» الصليبية لم تقض على المنظمات الإرهابية.. ورقة استغلها «أوباما» ويورثها لـ«ترامب» و
قبل 15 عاما وتحديدًا يوم 11 سبتمبر 2001، استيقظ العالم على أضخم حادث إرهابى بالتاريخ وقع في الولايات المتحدة الأمريكية، وقتها كانت الأخبار ترد على استحياء في ظل عدم انتشار المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت، وشاشات الفضائيات المحدودة للغاية المقتصرة على قنوات التليفزيون الحكومية، لم يكن وقتها ولد "تويتر" و"فيس بوك" على الشبكة العنكبوتية.
استنفار عربى
ظلت الشعوب العربية حينها في حالة استنفار أمام القنوات التلفيزيونية، لمعرفة حكاية قيام 3 طائرات ركاب نفذت هجمة نوعية تمثلت في اقتحام برجى مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وسقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية و24 مفقودا حتى الآن.
مجرد ساعات عقب الحادث، وخرج بوش ليعلن نيته شن حرب بلا هوادة على أفغانستان للقضاء على تنظيم "القاعدة" وزعيمه أسامة بن لادن الذي أعلن مسئولية تنظيمه عن الهجوم.
حرب صليبية
اعتبر بوش الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر من نفس العام "حربا صليبية" جديدة، ضد التنظيمات الإرهابية، ودارت عجلة معركة لم تتوقف على مدى ثلاثة أعوام، لتنتقل بعدها المعركة الأمريكية من أقصى شرق آسيا إلى غربها وتصل إلى قلب الأمة العربية والإسلامية التي سددت فاتورة دم باهظة ثمنا للهجمات التي بقيت لغزا حتى الآن.
روايات وألغاز
"الحواديت" والروايات والألغاز حول الهجوم وأسبابه دفنت مع جثة زعيم تنظيم القاعدة "بن لادن" في البحر، ولكن الحقيقة التي لن ينكرها أحد أن الولايات المتحدة تحولت منذ ذلك اليوم إلى الراعية الأولى للإرهاب الدولى، ويكفى أن المرشح الرئاسى "رونالد ترامب" اتهم منافسته هيلارى كلينتون بأنها شريكة في صناعة "داعش".
وسط فشل المشروع الإخوانى الذي وفرت له أمريكا كل وسائل الدعم وشعور واشنطن بـ"خيبة الأمل" في أحفاد "البنا"، ومع تراجع نفوذ القاعدة واهتزاز صورتها في عيون مريديها وعناصرها، لافتضاح أمر التيارات الإسلامية الساعية إلى كراسى الحكم دون اعتبار لحكم الشرع والدين، بزغ نجم تنظيم "داعش" الذي ولد من عدم، وتحول زعيمه المختفى أبو بكر البغدادى إلى أيقونة الشباب العربى الباحث عن شرع الله والحالم بالخلافة الإسلامية.
دولة "داعش"
تحولت دولة "داعش" المزعومة إلى الدولة الموعودة، وشهدت هجرة جماعية من أوروبا وأمريكا نفسها وأيضا الدول العربية إلى مناطق تمركزه في سوريا والعراق، وتركت أمريكا التنظيم الإرهابى على مرأى ومسمع من العالم يزيل الحدود البرية بين دمشق وبغداد، لمنحه دفعة معنوية تسهل عليه جلب المزيد من العناصر من شتى بقاع الأرض.
على غرار سلفه بوش، أوشك أوباما على الخروج من البيت الأبيض تاركا المنطقة غارقة في حمام دم على يد "داعش" والأنظمة القمعية والتيارات الإسلامية التي خرجت بذيول الخيبة من السلطة.. قبل مغادرته استغل ورقة 11 سبتمبر القديمة التي أصبحت ضمن أدوات الرئاسة الأمريكية، لتهديد السعودية الباقية في المحيط العربى حتى الآن دون اهتزازة داخلية، وظل على مدى شهور ولايته الأخيرة يلمح لتورطها في الحادث الإرهابى، انتهى بحجب وثائق من تحقيقات الحادث اللغز بعد صفقة خفية تعلمها واشنطن والرياض فقط.