استقبال وزير التموين الجديد بالهجوم!
نشر موقع إلكترونى تعليقا تحت صورة المهندس شريف إسماعيل مؤداه (اللواء شريف إسماعيل رئيس مجلس اللواءات)، والمناسبة هو تعيين وزير تموين جديد كان ينتمى حتى وقت قريب للمؤسسة العسكرية، وهو اللواء محمد الشيخ الذي كان يتولى مسئولية إدارة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة.. وهكذا استقبل وزير التموين الجديد بالهجوم عليه، وقبل حتى أن يحلف اليمين الدستورية التي يبدأ بعدها ممارسة عمله في وزارة التموين، والسبب أن له خلفية عسكرية.
وهنا ثمة مغالطة صارخة في هذا الموقع، الذي اعتبر وجود وزير وحيد في مجلس الوزراء هو اتجاه لعسكرة مجلس الوزراء كله، فالوزيران الآخران في مجلس الوزراء اللذين ينتميان للمؤسسة العسكرية أحدهما وزير الدفاع والآخر وزير الدولة للإنتاج الحربى.. بغض النظر عن هذه المغالطة المتعمدة والمقصودة بالطبع لغرض في نفس يعقوب، فإن الموضوعية تقتضى أن نترقب عمل هذا الوزير الجديد للتموين، قبل أن نبدأ بالهجوم عليه..
الموضوعية تقتضى أن نتناول عمله بالتقييم، بعد أن يمارس عمله بالفعل، لا أن نناصبه العداء لمجرد أنه ينتمى للمؤسسة العسكرية.. ولن أتحدث هنا عن أن الحاجة فرضت الاستعانة بكادر عسكري في وزارة حدث في إطار مسئوليتها فساد ضخم.. ولكننى اتحدث فقط عن أن المواطنة إذا كانت لا تفرق بين المواطنين حسب الجنس والدين والانتماء العرقى والاجتماعى والجغرافى، فإنه يتعين ألا تفرق بينهم حسب خلفياتهم العسكرية والمدنية، وإن كنت اتمنى الآن أن تركز الدولة اهتمامها بصناعة كوادر مدنية لتختار منهم وزراء ومحافظين مستقبلا.
