رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة تترنم بـ«أم الشهداء» والمصريون يحتفلون بعيدي الشهداء والأضحى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«أم الشهداء جميلة..أم الشرفاء نبيلة».. تترنم الكنائس بتلك الكلمات طوال العام، تعلو أوتارها مطلع السنة القبطية الجديدة (التقويم القبطي).


تستقبل الكنائس العام القبطي الجديد بألحان وترانيم وصلوات وقداسات وتراتيل، ليكتبوا حروف عام 1733 للشهداء، تحمل رأس السنة القبطية مسميات عديدة منها "عيد النيروز أو رأس السنة القبطية أو عيد الشهداء".

وتضم السنة القبطية 13 شهرًا تبدأ بشهر توت، وتنتهي بشهر النسي أي الشهر الصغير، يعد التقويم القبطي هو استمرار للتقويم المصري القديم الذي عمل به المصريون على مدى آلاف السنين.

أما عن المسميات المتعددة لمطلع السنة القبطية فلكل اسم دلالة ورمز، فإنها عيد" النيروز" هو أول يوم في السنة الزراعية، ويأتي لفظ نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou (ني - يارؤو) وتعنى الأنهار، وكان في الماضي يتزامن رأس السنة القبطية أو الزراعية مع موعد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر عن القدماء.

وحينما دخل اليونانيون إلى أرض مصر، أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية، ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية.

ويسمي عيد الشهداء إحياءً وتذكارًا للمسيحيين الذين استشهدوا على يد المحتلين أو المضطهدين مثل الإمبراطور دقلديانوس الروماني الذي أراق دماء المؤمنين بالمسيحية حفاظًا منه على إيمانه الوثني.

ويقدر بعض المؤرخين أن شهداء عهد دقلديانوس بنحو 800 ألف شهيد، وظل الأقباط مهددين بالاضطهاد من الإمبراطور الروماني إلى حين وفاته وإصدار مرسوم ميلان عام 313 والذي أعطى فيه الحرية الدينية للمسيحيين وغيرهم من الديانات الأخرى.

وتحيي الكنيسة احتفال عيد الشهداء – النيروز أو راس السنة القبطية وسط صلوات وتبرك من الشهداء الذين تمسكوا بالإيمان المسيحي أمام الاضطهاد – وفق التاريخ الكنسي.

يبدو أن الأعياد المصرية تتعانق دائمًا يواكب احتفالات راس السنة القبطية خلال العام الحالي، احتفال المصريين بعيد الأضحى المبارك، ولم تكن المرة الأولى التي تتزامن فيها أعياد المصريين المسيحيين مع المسلمين.
الجريدة الرسمية