رئيس التحرير
عصام كامل

محافظ القاهرة بريء..ولكن هل اختفت الكفاءات ؟!


صحفيون محترمون متخصصون في تغطية أخبار الطيران ومطار القاهره ونثق في نزاهتهم وتجردهم يمدحون اللواء عاطف عبد الحميد ويشيدون بسيرته وسمعته ويقولون، "إن كل ما أثير حوله كان غير صحيح وقد أنصفه القضاء"..أما المستشار يحيى قدري فيؤكد أن قضية محافظ القاهره الجديد حُفظت لعدم وجود دليل وأنها كانت في عهد الإخوان وأنه لم يسدد أصلًا أي مليم لأنه لم يحصل على أي أموال خارج إطار القانون!. 


بينما تقول الأنباء الأكثر تداولًا، "إن اللواء عاطف عبد الحميد المحافظ الجديد للقاهرة صُرفت له أموال على أنها مستحقات له ثم تبين أن خطئًا في تفسير اللوائح قد جرى فطُلب منه رد الأموال فردها وأعادها والحالة الأخيرة هى نفسها التي جرت مع الوزير كمال أبو عيطة ونشهد على نزاهة الرجل عن معرفة شخصية طويلة وبالتالي فالخطأ في صرف أموال وارد وتصحيحه ممكن أيضًا وقد جري بالفعل!.

الآن نقول: "المتهم بريء حتى تثبت إدانته..وإن كنا نريد أن نبني بلدًا متحضرًا وعصريًا فالقضاء وحده من يملك إدانة أو تبرئة الناس وكلمته في ذلك هي الكلمة الفصل وهي الأخيرة ولا معقب لها وليست المحاضر ولا الاتهامات.

ولكن الآن علينا أن نقول أيضا: "في ظل معارك عنيفة من متربصين بالدولة المصرية بالنظام وبالحكومة وبالرئيس السيسي شخصيًا..هل من الأفضل أن نغلق الباب أمام أي كلام من إعلام الشر ونختار رجالًا غير مجروحين حتى بالاتهامات أم نختار للمناصب العامة من يتسببون في فتح النار على الاختيارات وأصحابها ومن تسبب فيها؟ هل اختفت الكفاءات في مصر لنسند الوظيفة العامة لمن يتسبب في توجيه الاتهامات وشن الحملات على النظام والحكومة ومن فيهم؟ هل أصبح العثور على من يتحملون المسئولية بالغ الصعوبة؟ أين معهد إعداد القادة ؟ وماذا يفعل؟ وأي قادة أعدهم إذن ونحن نلجأ لمن تركوا الخدمة منذ سنوات ليعودوا لتحمل المسئولية؟ أين معاهد الإدارة العليا؟ اين كفاءات وكوادر الأحزاب؟ ما هذا الذي نحن فيه ؟.

لا يتعلق الأمر بالسن..فأصغر محافظي مصر وهو محافظ أسيوط هو أكثرهم فشلًا..ولا علاقة بالخلفية التي جاء منها كل منهم.. فأكثر محافظي مصر نجاحًا هو محافظ مطروح وهو ابن الجيش العظيم..إنما يتعلق الأمر بكون صاحب الوظيفة العامة مثل بنور الزجاج الذي ربما يكون سليمًا تمامًا إنما أي خدش فيه يشوهه ونحن في غنى عن أي تشويه وفي غنى أن نعطي لإعلام الشر مادة للتهجم وللهجوم وهو في غنى عن أي تبرعات له بمادة للتهجم وللهجوم!.
الجريدة الرسمية