رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«التروية».. يوم تصعيد الحجاج إلى مشعر منى.. ضيوف الرحمن يتوجهون إلى المشعر قبل الظهر.. يقفون بين يدي الله في يوم المغفرة.. يصلون «الفروض» قصرًا وبدون جمع.. ويبيتون بمنى «ليلة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يتجه حجاج بيت الله الحرام في اليوم الثامن من ذي الحجة، والمسمى (يوم التروية) محرمين على اختلاف نسكهم - متمتعين وقارنين ومفردين - إلى صعيد منى اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.


التوجه إلى منى
ويستحب التوجه إلى منى قبل الزوال - أي قبل الظهر - فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا للصلاة الرباعية وبدون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكة المكرمة وغيرهم، والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية.

صلاة الفجر 
وعندما يصلى الحاج فجر التاسع من ذي الحجة ينتظر حتى طلوع الشمس، فيتجه صوب عرفات بهدوء وسكينة ملبيًا ومكبرًا وذاكرًا لله تعالى.

تصعيد الحجاج
يُعرف اليوم الثامن من شهر ذي الحجة بيوم التروية، حيث يتم فيه تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية تأسيًا بسنة الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

يوم التروية
وقد ذكر يوم التروية الذي يعد أحد أيام العشر الفاضلة في القرآن الكريم حيث أقسم بها الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل في قوله تعالى (( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر)) سورة الفجر، كما أن العمل فيها أفضل من العمل في غيرها كما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء) رواه البخاري، وفي هذا اليوم يبدأ الحجاج بالاستعداد لهذا النسك العظيم ويتأهبون فيه للوقوف اليوم بين يدي الله عز وجل في يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران.

ماء منى
ويقول صاحب المصباح المنير في تعريف يوم التروية "ويوم التروية ثامن ذي الحجة من ذلك لأن الماء كان قليلًا بمنى فكانوا يرتوون من الماء لمِا بعد وروى البعير الماء يرويه من باب: رمى حملة فهو راوية الهاء فيه للمبالغة، ثم أطلقت الراوية على كل دابة يستقى الماء عليها ومنه يقال: رويت الحديث إذا حملته ونقلته ويُعدَّى بالتضعيف فيقال: رويت زيدًا الحديث ويبنى للمفعول فيقال: روينا فهذا سبب لتسميته بيوم التروية وهو قوي.\

أسباب التسمية
وهناك سبب آخر يذكره بعضهم، يقول مصطفى السيوطي الرحيباني الحنبلي -رحمه الله - "سمي الثامن بذلك لأنهم كانوا يتروون فيه الماء لما بعده أو لأن إبراهيم أصبح يتروى فيه في أمر الرؤيا".

أعمال التروية
أما أعمال يوم التروية، إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، استحب للذين أحلوا بعد العمرة وهم المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين والمفردين أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول.

كما يستحب لمن يريد الإحرام الاغتسال والتنظيف والتطيب وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات، وأن ينوي الحج بقلبه ويلبي قائلًا: «لبيك حجًا»، وإن كان خائفًا من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وإذا كان حاجًا عن غيره نوى بقلبه الحج عن غيره ثم قال لبيك حجًا عن فلان أو عن فلانة أو عن أم فلان إن كانت أنثى ثم يستمر في التلبية «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك»، وإن زاد لبيك إله الحق لبيك فحسن لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الصلاة بمنى
ويستحب للحجاج التوجه إلى منى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية حيث يصلي بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر التاسع قصرًا بلا جمع إلا المغرب والفجر، فلا يقصران لقول جابر رضي الله عنه ( وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلًا حتى طلعت الشمس ) رواه مسلم.

ويقصر الحجاج من أهل مكة الصلاة بمنى فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج لأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصرًا ولم يأمرهم بالإتمام ولو كان واجبا عليهم لبينه لهم.

المبيت بمنى
ويستحب أيضا للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفة لفعله صلى الله عليه وسلم، فإذا صلى فجر اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبيًا أو مكبرًا لقول أنس رضي الله عنه: ( كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه)، رواه البخاري بلفظه ومسلم، وقد أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك لكن الأفضل لزوم التلبية لأن النبي صلى الله عليه وسلم لازمها.

يوم عرفة
وما تم ذكره من أعمال اليوم الثامن يسن للحاج فعلها تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وليست واجبة، فلو قدم إلى عرفة يوم التاسع مباشرة جاز، لكن لابد أن يقف بعرفة محرمًا سواء أحرم يوم الثامن أو قبله أو بعده.
Advertisements
الجريدة الرسمية