رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان: أسياد هنا وعبيد هناك!!


يعانى الإخوان من مجموعة من العقد النفسية، على رأسها "عقدة الخواجة"، وهو اتهام يُصاحبه أدلة كثيرة الآن، بينما هم على كرسى الحكم فى مصر.


أهم ما طرأ لنقول هذا، هو موضوع اختلاف المعنى فى الخطابات الإنجليزية عن تلك العربية، فى مخاطبتهم المصريين تارة والأمريكان تارة أخرى.

وتلك القضية تُبرز مجموعة من المشاكل، إلى جانب عقدة الخواجة، حيث تُظهر أنهم لا يدركون أن السفارة الأمريكية فى القاهرة، بها مكتب للمخابرات العامة الأمريكية، إلى جانب مكتب إعلامى (وهو الوضع القائم فى كل السفارات فى أى دولة) يتابعان كل ما يحدث وكل كلمة أو خطاب يُقال فى مصر إلى جانب شيوخ الفضائيات وخطابهم الإقصائى، وينقلانه إلى الوزارات والأجهزة المعنية فى أمريكا.

وأنا مندهش أن مساعد رئيس الجمهورية لشئون العلاقات الخارجية والتعاون الدولى، عصام حداد، ليس على علم بذلك، وهو الأمر الذى ظهر مع خطابه المترجم الخاص بقضية المحكمة الدستورية العليا، حيث الأمر مُتابع بحذافيره، فى الولات المتحدة، ومنذ لحظة الحصار على المحكمة من طرف رجال الرئيس!!


أما فيما يتعلق بتهنئة المسيحيين فى خارج مصر بالإنجليزية وعدم تهنئة المسيحيين فى مصر بالعربية، فهو يدل على تجنيب أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، حينما أوصى بالقبطى المصرى خيراً وعدم إيذاء الذمى، وهو هنا إيذاء معنوى.


وتلك مأساة (بالنسبة للعامة المؤمنة)، لأن تصدر مثل تلك الأفعال عن الإخوان، ولكنى على يقين، بأن الخطاب الإخوانى شىء والخطاب الإسلامى شىء آخر تماماً، حينما يتعلق الأمر بمصالح الإخوان ومنافعهم، وبالتالى، لست مندهشاً من ذلك، ففى أدبيات الإخوان، لا يهُم اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا ما اقتضت مصلحة الجماعة، وقد ظهر ذلك جلياً على مدى السنتين الماضيتين فى تقسيم المصريين، من أجل مصلحة الإخوان فقط، بينما لا يهم بالنسبة لهم مصلحة مصر أو المصريين!!

ولكن الغريب فى التهنئة الإنجليزية وعدم التهنئة العربية، هو أن الإخوان يرون أنفسهم أسياداً فى مصر وعبيدا للأمريكان، وهذا ينسحب إلى  أن الإخوان يمكن أن يكونوا على استعداد للتنازل عن كل مبادئهم المعلنة مع الأمريكى الأجنبى فى الخفاء، لكن ليسوا على الاستعداد نفسه لصالح المواطن المصرى، وبالتالى، لم يعد الأمر فقط وكما قال مهدى عاكف، بأن يُسمح للماليزى بأن يحكم المصريين وحده، لكن يمكن أن يسمحوا بأن يحكمهم الأمريكى أيضاً!!

إلا أن تلك القضية الخاصة بخطابات المُعايدة، تبرز أهم "عُقدة"، وهى "عقدة الزنزانة"، حيث يرى السجان نفسه "أسداً" على بقية السُجناء معه، ولكنه يرى نفسه "نعامة" أمام السجان، وهو ما يطبقه الإخوان الآن، حيث يتسيدون على المصريين ويركعون أمام الأمريكان ودول الغرب، وهو أمر اعتادوا عليه من كثرة العمل السرى، حتى تحول أسلوب عملهم هذا، إلى طبع، لا يمكنهم أن يعملوا بغيره، فيستمروا فى العمل بمنطق السرية، وإن كان علناً وكأن أحداً ما يتتبعهم دائماً!!

إن تلك طبائع الإخوان، من القيادات "داخل" الجماعة أيضاً، وأما من يسمع ويطيع من الأتباع، فلن يهمه إن كان قائده يتبع سنة نبيه أو أنه يركع للمستعمر، لأن رضاء سيده عنه له الأولوية لديه، فهو أيضاً عبد لسيده: عليه أن يسمع ويطيع!!

وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية