رئيس التحرير
عصام كامل

«شهر العسل» في رقبة وزير التعليم العالي

هشام مناع
هشام مناع

اصبُر عَلى مُـِّر الجفَـا مِن مُعلِّمٍ .. فإنَّ رُسوبَ العِلمِ فِي نَفرَاتِهِ 
ومَن لَم يَذُقْ مُرَّ التعلُّمِ ساعَــةً .. تجرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طُولَ حَياتِهِ 
ومَن فاتَهُ التعليمُ وقتَ شَبابِــهِ .. فكَبُرَ عَليهِ أربعًا لوَفَاتِــهِ 
وذاتَ الفَتَى واللهِ بِالعِلم والتُّقَى .. إذَا لم يَكونَا لا اعتبارَ لذَاتِهِ 

تلك الكلمات التي قالها الإمام الشافعي، تمس الروح لما للأساتذة الجامعيين من مكانه في القلب.

الأساتذة الجامعيون، هم نخبة هذه الأمة، وعلماؤها، كنت، وما زلت، أحمل تقديرًا عظيمًا لهم، فنحن أبناؤهم وتلامذتهم، تعلمنا منهم وتأثرنا بهم. 

نجحوا في تخريج أجيال مؤثرة، يقود بعضها مسلكًا إصلاحيًا بحماس شديد وتقويم أي اعوجاج، كلًّا في مجاله، فلا مستقبل ولا تعليم ولا حلم ولا أمل ولا نور إلا بوجودهم، وهنا أتذكر أمثلة راسخة مثل الدكتورة عواطف عبد الرحمن، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، والدكتور وائل ماهر قنديل، والدكتور حسنين شفيق.. تأثرنا بهم، ونسير على دربهم بقدر ما سمحت لنا الأيام.

لكني فوجئت بجيل آخر من الأساتذة، لم يراعِ أي اعتبارات، فقد رفض عميد كلية الصيدلة بجامعة عين شمس نقل زوجتي إلى صفوف طلاب الكلية، بحجة أنها لم يمر على زواجها عامًا، كيف يمر على زواجها عامًا؟! هل من المفترض أن تمكث في المنزل عامًا بعد الزواج، حتى تتكرم سيادتك وتنظر في أمر تحويلها؟! 

المدهش في الأمر أن العميد لا يبرر موقفه بمعطيات منطقية ومقنعة، وقال: ممكن أقبل التحويل، بس تنضم على نظام «الساعات المعتمدة»، والتي تصل مصاريفها إلى نحو 30 ألف جنيه سنويًا!.. أهذا دفاع عن مبدأ أم ابتزاز يا سيادة العميد؟!

شهرًا كاملًا بدلًا من أن اقضيه في رحاب زوجتي، قضيته بين كليات الصيدلة في جامعات مصر، ومنها جامعة حلوان التي رفضت التحويل بحجة أن اللوائح الداخلية مختلفة، وجامعة القاهرة التي اشترطت تقديرًا لا يقل عن جيد جدًا، حينها أخفقت كل محاولات نقل زوجتي، ما يجعلها مضطرة إلى العودة مجبرة ناقمة إلى كليتها في أسيوط تاركة زوجها.

 قصة مبكية ومحزنة لواقع مرير تعاني من الأسر جراء غياب المنطق، ما أسفر على ضياع شهر العسل متنقلًا بين الجامعات، حتى زوجتي صارت تتهمني بالخيانة العظمى، فلم أوفِّ إلا قليلًا من وعودي لها، ما يدفعني لممازحتها قائلًا: "شهر العسل في رقبة الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي، فهل يتدخل معالي الوزير أشرف الشيحي ويجمع شمل أسرة مصرية كما عُرف خلال فترة حياته بإنسانيته الرصينة وقراراته الحكيمة؟".
الجريدة الرسمية