رئيس التحرير
عصام كامل

«شكري»: نزيف الدم مستمر في سوريا.. وفلسطين ذاهبة لمجلس الأمن

سامح شكري وزير الخارجية
سامح شكري وزير الخارجية

قال سامح شكري وزير الخارجية، في كلمته أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، في دورته الـ146، اليوم الخميس، إننا نجتمع اليوم ومنطقتنا لا زالت تعج بالأزمات الحادة، القديمة والمستحدثة، وتواجهُ دولها الوطنية مخاطر الانقسام والاستقطاب الطائفي والمذهبي، ومحاولات التدخل في شئونها الداخلية وزعزعة استقرارها، من قوى إقليمية ودولية، فضلا عن تفشي خطر الإرهاب.


وأضاف وزير الخارجية، المطلوب هو مواجهة هذه التحديات على أرضية عروبية، تنتصر لمؤسسة الدولة الوطنية الحديثة، وترفض كل محاولة لطمس الهوية العربية والوطنية لصالح ولاء طائفي ضيق، تزكيها قوى خارجية، ويستفيد منها إرهاب يهدد منطقتنا والعالم بأسره.

مستطردا: "لقد تابعتم جميعا التحركات التي قامت بها مصر في الأشهر الأخيرة دعما لقضية العرب المركزية، وترجمة لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو الماضي لإحياء عملية السلام، وفي هذا السياقِ جاءت لقاءاتي مع الأشقاء الفلسطينيين ومع المسئولين الإسرائيليين، لإعادة فتح أفق البحث عن حل عادل ومنصف لأشقائنا الفلسطينيين وفقا للأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها، مع التأكيد على موقفنا الرافض لأي سياسة تسعى لفرض الأمر الواقع والاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية".

مضيفا: "من جهة أخرى، فإن وقف التدهور في ليبيا وإنهاء حالة الانقسام الحالية ودعم تنفيذ اتفاق الصخيرات بشكل كامل، كان ولا يزال أولوية مصرية، ولا شك أن الأسابيع الماضية شهدت تطورات مهمة على الساحة الليبية، ساهمت في كسر حالة الجمود السياسي الذي عانينا منه على مدى أشهر، وفتحت الباب أمام قيام المجلس الرئاسيِ بطرح تشكيلة حكومية جديدة ترضي كل الأطراف، وتستعيد الثقة بينهم لتنفيذ الاتفاق السياسي".

وشدد شكري في كلمته على أن مصر في دعم كل أركان الدولة الليبية، المجلس الرئاسي والبرلمان والجيش الوطني، والتنسيق مع أشقائنا وسائر الأطراف الدولية المعنية، لتقريب وجهات النظر واستكمال تنفيذ الاتفاق السياسي بالشكل الذي يشعر الجميع بأنهم شركاء في دولتهم وفي بناء وطنهم، ومسئولون عن دعم جيشهم للقضاء على الإرهاب.

وعلى صعيد الأوضاع في سوريا، لفت شكري إلى أن نزيف الدم لازال مستمرا، يحصد مئات الآلاف من القتلى ويجبر الملايين على النزوح داخل وطنهم واللجوء لدول جوارهم، ومن بينها مصر التي تستضيف أكثر من نصف مليون سوري يحظون بنفس معاملة المواطنين المصريين في مجالات التعليم والرعاية الصحية وغيرها. كما حرصت مصر في الأشهر الأخيرة على إيصال حزم من المساعدات الإنسانية للمنكوبين في مختلف المناطق السورية.

مختتما كلمته بالتأكيد على أنه من أولويات العرب في الوقت الحالي هي استعادة اتفاق وقف العدائيات، ومن ثم تطويره إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل في سوريا، بالتوازي مع العودة للمفاوضات السياسية، والمواجهة الحاسمة مع جميع تنظيمات الإرهاب.

وبالنسبة للوضعِ في اليمن، فإنني أؤكد مجددا أن مصر تدعم بشكل حاسم الحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، وقد استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا رئيس الحكومة اليمنية، حيث أكدنا مجددا على تثميننا موقف الحكومة الشرعية بالقبول بخطة المبعوث الأممي لحل الأزمة اليمنية، ومطالبتنا لسائر أطراف الأزمة اليمنية بإعلاء المصلحة الوطنية، والقبول غير المشروط بخطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، لوقف نزيف الدم واستعادة وحدة الدولة اليمنية تحت قيادة حكومتها الشرعية.

أخيرا، لا يمكن أن أنهي حديثي بدون التأكيد على أن كل الأزمات التي تطرقت لها تعيدنا مجددا لأهمية تطوير الإطار المؤسسي لعملنا المشترك. ويعني ذلك ضرورة تحريك ملف إصلاحِ وتطوير آليات عمل الجامعة، بالشكلِ الذي يزيد فاعليتها، ويساعد الأمين العام على تأدية مهامه، ويتيح لنا الاستفادة من خبراته ونشاطه لدفعِ العمل العربي المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتابع: "اتفقنا على ضرورة ذهاب فلسطين مرة أخرى لمجلس الأمن لمواجهة الاستيطان الإسرائيلى".
الجريدة الرسمية