غلام خيرت الشاطر
أطلق الإعلام على أحمد المغير بعد ثورة يونيو التي أطاحت بالإخوان لقب "غلام خيرت الشاطر" وأحيانا كانوا يقولون عنه "فتى خيرت الشاطر" والملاحظ في اللقبين أن الإعلام قرنه بالشاطر وأعلن عن تبعيته له، والحقيقة أن هذا اللقب كان يتداول بين قيادات الإخوان عن هذا الفتى، ثم تسرب خبر هذا اللقب إلى صحفي ما فاستخدمه ثم أصبح عَلَمَا على شخص، المهم أن الأحداث توالت على مصر ومن ثم على الإخوان بعد ثورة يونيو، ونسي الجميع ذلك الفتى بغزواته، وأخذ الإخوان يبكون وينوحون على واقعة فض احتلال ميدان رابعة "المسلح" مطلقين عليها كذبا أنها كانت مجزرة ضدهم، والحقيقة أنها كانت مجزرة منهم، إلا أنهم كعهدي بهم يحاولون دائما الظهور بمظهر الضحية ليكتسبوا نصرا تاريخيا مزيفا، وليكتسبوا أيضا تعاطف الغافلين الذين لا يعلمون..
بل إنهم في السبعينيات عندما كذبوا على البرية كلها وأظهروا للرأي العام أنهم كانوا ضحية لجمال عبد الناصر الذي كان وفق دعايتهم "يكره الإسلام"، استطاعوا أن يضموا لصفوفهم الآلاف من الشباب الغافل الذي وقع تحت تأثير هذه الدعاية، لذلك لا ضير عندهم من تكرار نفس الأمر في زمن الرئيس عبد الفتاح السيسي والادعاء بأن احتلالهم لأحد أكبر ميادين القاهرة كان اعتصاما سلميا، وأن الرئيس السيسي أمر بارتكاب مذبحة وقتل الإخوان لأنه كما يقولون في دعايتهم "يكره الإسلام"! وهم ـ كما يخادعون ـ يمثلون الإسلام !.
وعلى حين بغتة خرج فتى الشاطر أحمد المغير ليفضح ما كان مستترا، ويعترف بأن الإخوان كانوا يحملون في رابعة سلاحا يصد جيشا لسنوات! ولكن أحد القيادات أو "بتوع إخوانا فوق" على حد تعبير المغير قام بإخراج تسعين بالمائة من الأسلحة قبل فض الاعتصام في خيانة كبرى! ولم يبق وفقا لتصريحات المغير إلا الأسلحة التي كانت مع كتيبة "طيبة مول"! وهي التي قاوم بها الإخوان عملية فض الاعتصام المسلح، كانت هذه الاعترفات في تغريدة تويترية، وبوست فيس بوكي وضعه بعد منتصف الليل، ثم أكده بعد ذلك في مكالمة تليفونية ليلية مع إرهابي آخر يعمل بقناة إخوانية إرهابية تُبث من تركيا اسمه هيثم أبو خليل.
والحقيقة أن اعترافات المغير لم تكن من قبيل "الاعترافات الليلية"، وكذلك لم تكن اعترافات رجل أراد أن يعلن للناس الحقيقة ويتوب إلى الله مما فعل هو وإخوانه، ولكنها اعترافات واحد من أطراف صراع داخلي بالجماعة، أو قل هو أحد ذيول هذا الصراع الذي خفي عن معظم الناس، وما خفي كان أعظم.