رئيس التحرير
عصام كامل

«المحافظون».. حركة و«عدت» !


المصريون تأملوا أو قل تعشموا أن تطول حركة المحافظين أمس وجوهًا كثيرة.. من محافظات جنوب مصر إلى شمالها.. من المحافظين الذين لم يقدموا شيئًا حتى الآن إلى المحافظين الذين لن يقدموا أي شيء مهمـا طــال بقاؤهم في مواقعهم لقدراتهم ومواهبهم الشخصية!


مر إذًا التعديل وبقي هؤلاء في أماكنهم.. ويظل الأمل في حركة جديدة تنتصر للناس بشكل كامل قبل أن تكون «حركة» لتصحيح أوضاع قائمة لا يصح أن تطول أكثر من ذلك وهي أربعة مشاهد حصرية هي بقاء العاصمة بلا محافظ بما يعطل مصالح كثيرة لا يحق حسمها إلا من المحافظ نفسه وليس من نوابه أو وكلائه.. وثانيها النزاع الذي بلغ حد التراشق العلني بين وزير الإدارة المحلية ومحافظ الإسكندرية وبقي بلا حسم حتى أمس بغض النظر عن شكل الحسم واتجاهه ومن دفع الثمن لكن كان لا يمكن قبول استمراره.. وثالثها إخفاق محافظ المنيا في التعامل مع المشكلات الطائفية في بعض قرى محافظته ورابعها وضع حد لتصريحات محافظ السويس المحرجة للقيادة السياسية وللحكومة وهذا كله رغم صحته فإنه كان على حساب أداء سيئ لآخرين بقوا في أماكنهم دون وجه حق !

لنا إذًا بعض الملاحظات فحتى وقت متأخر من مساء أمس والكثيرون يعتقدون أن اللواء عصام بديوي، محافظ المنيا، هو اللواء بحري وخبير النقل، بينما المحافظ هو اللواء عصام بديوي، رئيس قطاع التنظيم والإدارة بوزارة الداخلية، وهذا يعني تقصيرا إعلاميا من مجلس الوزراء لا يمكن قبوله بل بقيت بوابة مركز دعم واتخاذ القرار بلا خبر واحد عن الـــ "حركة "!

كما نلاحظ استدعاء عدد من الشخصيات للعودة للعمل العام من جديد بخلفية نجاحات سابقة في مهامهم التي كلفوا بها من قبل ومنهم اللواء عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة الجديد، وكان وزيرًا للنقل قبل سنوات، بينما كان يمكن الاستعانة به بعد اللواء سعد الجيوشي، وزيرا للنقل وأن يبقى الدكتور جلال السعيد محافظا للقاهرة خصوصا بعد خبرته بها واشتباكه مع عدد من المشروعات الكبرى بها.. والأمر نفسه وخارج حركة المحافظين ينطبق على اللواء محمد على الشيخ إذ كان يمكن الاستعانة به قبل الدكتور خالد حنفي طالما أن فكرة الاستعانة بمن تركوا الخدمة وكنا سنبقى في غنى عن مشكلات عديدة !

أفضل ما في حركة الأمس هو عدم الخضوع لابتزاز اللجان الإلكترونية التي تتحكم في توجهات شبكات التواصل الاجتماعي واختارت الحكومة أمس خمسة لواءات وأستاذ جامعي واحد وأغلبهم يحمل أكثر من شهادة فوق عليا من ماجستير ودكتوراه ومنهم من يحمل ماجستير ودكتوراه في العلوم السياسية، وهو ما يعني أن القيادة السياسية لعبت دورا في الترشيحات ولم تترك المجال مفتوحا لاختيارات وزير الإدارة المحلية أو رئيس مجلس الوزراء، حيث أدت اللامركزية في تشكيل المحافظين السابق إلى مشكلات كثيرة منها ما ذكرناه سابقًا !

على كل حال.. وبدرجة أو بأخرى.. نبقى أمام دماء جديدة تم ضخها أمس في العمل العام والعمل المحلي تحديدًا ندعو الله أن يكلل بكل نجاح وحتى "حركة" المحافظين القادمة التي تستحقها مصر وينتظرها الناس !
الجريدة الرسمية