حقيقة الدور الأمريكي في سوريا.. «أوباما» يخدع الجميع.. وبروفيسور أمريكي يفضحه.. واشنطون نفذت عمليات عسكرية في دمشق.. تمويل المعارضة تكلف مليارات الدولارات.. وإسقاط «الأسد» ليس في م
دولة فشلت في إدارة الصراع، ورئيس متردد وقع في فخ «بوتين» رجل المخابرات القوى ورئيس دولة روسيا التي يحلم بعودة مجدها مرة أخرى، كانت تلك هي الصورة التي رسمها الرئيس الأمريكي «أوباما» ليظهر بصورة العاجز في سوريا.
تلك الرؤية يفندها البروفيسور «جيفري ساتشز» مدير معهد الأرض في جامعة كاليفورنيا، الذي يرى أن مشهد عجز أوباما هو أمر خاطئ، فالحقيقة أن الرئيس الأمريكي تصّنع اتخاذ موقف اللامبالي وزعم أنه رفض مطالب وزير خارجيته هيلاري كلينتون بتسليح المعارضة السورية.
تسليح المعارضة السورية
تلك الكذبة وفق «ساتشز» كشفتها صحيفة النيويورك تايمز عندما نشرت تقريرًا سريا كشفت فيه أن «أوباما» أصدر تعليمات للسي أي إيه بتسليح المعارضة منذ عام 2013 وتكليف السعوديين بالتمويل الأساسي للتسليح فيما تتولى الولايات المتحدة شئون التنظيم والتدريب.
ويتابع البروفيسور الأمريكي أن هذا التقرير لم يلتفت إليه أحد، ولم تطرح أسئلة مثل ماهو حجم ونوع التسليح الذي تشارك فيه قطر وتركيا؟؟ وكم تنفق الولايات المتحدة من أموال في سوريا؟؟ بل وماهي التنظيمات التي تتلقى السلاح؟؟ ولكن لا الحكومة الأمريكية أظهرت اهتماما للإجابات ولا الإعلام الأمريكي أظهر أي متابعة أو مبالاة ؟
من ناحية أخرى يصر أوباما -حسب كاتب المقال- على أن يؤكد أنه لن ينشر جنودا على الأرض السورية، ولكن كل عدة أشهر ينشر وحدات مقاتلة في سورية، فيما يصر البنتاجون على تكرار نفي ذلك بشكل روتيني.
وتابع أن المشاركة الروسية مع الجيش السوري في قصف المسلحين المتمردين في الشمال السوري اضطر الأميركيون لإبلاغ الكرملين أن القصف يعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر لأنهم على الأرض في مناطق القصف، مؤكدًا أن الشعب الأمريكي لا يعرف شيئا ولا يخبره أحد عن طبيعة مهمات جنوده وكلفة التواجد العسكري في تلك المنطقة الخطرة.
التورط في عمليات عسكرية
التقارير المسربة أخيرا تشير بوضوح كما ينوه المقال إلى تورط الولايات المتحدة مباشرة في العمليات العسكرية في جهود إطاحة حكومة «الأسد» إلى جانب ما يزعم أنه محاربة داعش، ولكن تبين أيضا أن إنفاق الولايات المتحدة بلغ بضعة مليارات من الدولارات على تسليح وتدريب المتمردين والعمليات الخاصة.
وأشار «ساتشز» إلى أن إدارة أوباما تستند إلى قانون صدر منذ 15 سنة اعتمادا على أحداث 11 سبتمبر يخول الرئيس والقيادة العسكرية كل الصلاحيات لخوض حروب سرية في الشرق الأوسط دون شرح وتبرير القرارات.
حرب الوكالة
وأوضح أن الحقيقة التي يجب الاعتراف بها أن حرب إسقاط «الأسد» ليست من أجل حماية الشعب السوري كما يزعم أوباما وكلينتون بل هي حرب بالوكالة ضد إيران وروسيا يستخدم فيها الوكلاء، ولذلك فإن مشاركة الجنود الروس إلى ساحة القتال قد أثار غضب الإعلام الأمريكي الذي ثار من تجرؤ الكرملين على تحدي قرار الإطاحة «بالأسد».
ويؤكد كاتب المقال على أنه لا شرعية للحرب وأنها يجب أن تخضع للمعايير الديمقراطية وأن ترجع إلى رأي الشعب الأمريكي الذي إن ترك الأمر له لقال لا للحرب على سورية لإسقاط النظام فيها، ورغم أن الشعب الأمريكي يريد تحطيم داعش إلا أنه يدرك التاريخ الكارثي للتدخلات الأمريكية في أفغانستان والعراق وليبيا ووسط أمريكا وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وينصح الكاتب أوباما في أيامه الأخيرة أن يعمل على إنجاز تسوية للحرب في سورية استجابة لطلب الشعب الأمريكي.