رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أسرار مرافقة أهالي «هوارة الفيوم» لموتاهم (تقرير)

فيتو

تحولت شائعة بقرية هوارة المقطع بالفيوم وتوابعها إلى عادة دائمة، تجبر أهالي القرية على المبيت بالمقابر لمدة 7 أيام، عند دفن أحد الموتى بالمقابر.


وزعم أحد أهالي القرية منذ عشرات السنوات أنه رأي بعيني رأسه، شخص غريب ينبش المقابر الحديثة ليحصل على جثث الموتي المدفونين حديثا، قبل أن تتحلل أو تصير طعاما للدود.

وظلت الشائعة تكبر وتزيد بين الأهالي حتى إنهم صدقوا فعلا ما يقال عن نبش القبور، ولكن هذه المرة ليست لسرقة الجثث حديثة الوفاة، ولكن أيضا لسرقة الأكفان خاصة أكفان النساء، ولا مانع من سرقة بعض أجزاء الجثث.

المشكلة أن كل من تكلم من أهل القرية رفض أن يذكر اسمه كاملا أو ذكر اسما مستعارا، وهو ما جعلنا نكتفي بالاسم الأول وبعض الأحرف من اسمه، حرصا على مقابرهم من اللصوص الذين قد ينتقمون منهم، ببعثرة رفات ذويهم.

يقول «مجدي ح أ»، من أهل القرية، إن معظم أهل القرية يصدقون أن القبور الحديثة تُنبش، وعدد قليل جدا هم من يعرفون أنها شائعة، ولكن توارثها جيلا بعد جيل أعطى لها صفة العادة، وهو ما يفعله المؤمنون بالشائعة والمكذبون لها، هم في الآخر يتساوون أمام المقابر.

ويضيف «عبد التواب س»، من أهل القرية، أنهم لا يعرفون لماذ يمكث أهل الميت أمام المقبره 7 أيام رغم أن المعلومات المتوارثة تؤكد أن الجسم يتحلل خلال 3 أيام أو على الأقل يتحول إلى وليمة للدود خلال أقل من 3 أيام، وهو ما يجعل الكفن والجثة غير مؤهلين للسرقة، لكنها العادة التي نعرفها منذ زمن، 7 أيام بدون أسباب أو مبررات.

ويؤكد «محمد ع»، من أهل القرية، أن المبيت بجوار المقابر الحديثة، حول العبرة والعظمة من حرمة الموت، إلى وليمة وجلسة سمر كل ليلة، فتشعل النيران للطهي وإعداد الشاي والقهوة، ولأنه لا توجد وسيلة للتسلية تكون النميمة هي الأقرب لقتل الوقت حتى يظهر النور وتشرق شمس الصباح، ويقضي أهالي المتوفى 7 أيام من النميمة.

وطالب غير المؤمنين بالشائعة، أن تتدخل مديرية أوقاف الفيوم، وتعطي تعليمات لأئمة المساجد لتوضيح الأمر لأهل القرية حتى لا تتفاقم الظاهرة وتتحول إلى نوع من طقوس دفن الميت، يدخلها ضعاف النفوس في الدين.
الجريدة الرسمية