تاريخ مصر المباع.. تأجير قصر «محمد علي» لسيدة يونانية.. بيع قصر «فؤاد سراج الدين» للشيخة موزة بـ108 ملايين جنيه.. وخبير أثري: صراع «الأوقاف» و«الآثار» وراء ضياع
تمتلك مصر العديد من القصور التاريخية، الشاهدة على العصور والشخصيات التاريخية التي مرت بها، وعلى الرغم من أن ذلك التراث يجب حفظه في الذاكرة المصرية والاهتمام به لتروى قصصه لأطفالنا والأجيال القادمة، إلا أن الدولة فاجأتنا بتأجير بعض القصور، وبيع أخرى في الخارج دون علم المصريين، وتستعرض "فيتو" في هذا التقرير أبرز هذه القصور.
قصر محمد علي باليونان
كانت آخر الوقائع، تأجير قصر محمد على باشا باليونان، حيث حلت آنا ميسيريان، المستأجرة لقصر محمد على، من وزارة الأوقاف المصرية، ضيفة على الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج «العاشرة مساء»، المذاع على فضائية «دريم»، للحديث عن تفاصيل العقد الموقع بينها وبين وزارة الأوقاف المصرية لاستئجار القصر.
وقالت "آنا" إنها على علم بتاريخ محمد على باشا، وتعشق المعالم الأثرية، مشيرة إلى أنها بدأت المفاوضات مع الحكومة المصرية لاستئجار قصر محمد على منذ عام 1996، موضحة أن مدة العقد بينهما 50 عاما، وأنها تدفع 3 آلاف دولار في الشهر، لوزارة الأوقاف ولم تحصل على أي إيصالات لإثبات ذلك.
وأضافت أنها من مدينة "قولة"، بلدة محمد على باشا، وحولت القصر إلى فندق يحوي 24 غرفة، ولا يحقق عائدًا ماديًا كبيرًا، مشيرة إلى أن الهدف من استئجاره الحفاظ على معالم محمد على الأثرية.
وأكدت «ميسيريان» أنها وثقت كل ما قامت به من ترميات بالصور، حتى تضمن حقها في التعامل مع وزارة الأوقاف بعد ذلك، منوهة بأنها على استعداد أن تتنازل عن القصر في حال تسديد الحكومة المصرية الأموال التي أنفقتها على ترميم القصر الذي كان متهالكا بفعل الإهمال.
قصر فؤاد سراج الدين
لم يكن قصر محمد على باشا هو الوحيد الذي ذهب لأياد خارجية، وإنما قصر فؤاد سراج الدين باشا الكائن في 10 شارع النباتات بجاردن سيتي، حيث يخطف ذلك المبنى ذو التراث المعماري المميز الأنظار من أول طلة، وهو السرايا التي تم بها تصوير فيلم «سيدة القصر» لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ويعود إلى فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية في حقبة الملك فاروق.
وقد شهد القصر العديد من الاجتماعات السياسية لكبار الساسة في مصر، وكان يعيش بداخله فؤاد باشا سراج الدين الذي تولى منصب وزير الداخلية في أكثر من حكومة ثم رئيسا لحزب الوفد الجديد وأقام فيه حتى الممات.
وشهد القصر أيضا زيارة شخصيات بارزة له على رأسها الملك فاروق والزعيم الراحل سعد زغلول والنقراشي باشا ومصطفى النحاس باشا لحضور اجتماعات سياسية ومناسبات اجتماعية كما غنت فيه سيدة الغناء العربى السيدة أم كلثوم.
وعلى الرغم من الأهمية التاريخية لهذا القصر، إلا أنه بيع للشيخة موزة سنة 2013، بمبلغ 108 ملايين جنيه، الأمر الذي أدى لغضب المصريين.
صراع الوزارات
ومن جهته، قال الدكتور بسام الشماع، خبير الآثار، إن أزمة ضياع الممتلكات الأثرية والتاريخية في مصر، تعود إلى النزاع الدائم بين وزارة الآثار ووزارة الأوقاف، فالعديد من ممتلكاتنا ضاعت نتيجة إلقاء كل وزارة مسئولية المكان على الوزارة الأخرى.
وأوضح أن قصري «محمد علي وفؤاد سراج الدين» ليسا الممتلكات الوحيدة الضائعة، فدير صلاح الدين الأيوبي الذي أهداه لأقباط مصر في فلسطين، يمكث به حاليا الإثيوبيون، ولم تتمكن مصر من استرداده، موضحا أنه لا توجد شروط لتأجير أو بيع أماكن تاريخية لمصر، لأنها تعد كارثة ولا يمكن لأي هيئة مصرية الإقدام على فعلها.
وتساءل: «كيف يمكن لمصر أن تمتلك قصورا بالخارج تابعة لمحمد على دون معرفة المواطن المصري»، مشيرا إلى أهمية أسترداد مصر لهذا القصر ووقف مشروع الفندوق وتحويله إلى "متحف محمد على المصري في اليونان"، ويتم إرسال ما يقرب من 30 أثرا مصريا تابعا لمحمد على لنحفظهم فيه، ثم نرسل 5 مرشدين سياحيين للإقامة به، وتكون سعر تذكرة الزيارة 10 يورو، وبهذا يصبح مصدر دخل آخر لمصر.