رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاة «أبوغزالة».. تفاصيل إطاحة «مبارك» بـ«جنرال الجيش المصري».. العلاقات الأمريكية بداية الأزمة.. أحداث الأمن المركزي تشعل الصراع.. و«لوسي آرتن» حجة الر

المشير عبد الحليم
المشير عبد الحليم أبو غزالة

 لم يكن الرئيس الأسبق مبارك بالرجل الذي يسمح بأن تكون هناك شعبية لشخص آخر، ناهيك أن يكون هذا الشخص هو وزير الدفاع، والمشرف الأساسي على صفقات السلاح مع الولايات المتحدة الأمريكية!


بتلك المعادلة ارتبط المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 2008، مع "مبارك"، لتشهد المحروسة صراعًا خفيًا بين أهم رجلين في الدولة.

وفي ذكرى وفاة "أبو غزالة" ترصد «فيتو» كيف أطاح مبارك بأحد أقوى جنرالات الجيش المصري.

اغتيال مبارك
في 27 فبراير 1986، وفي أثناء اجتماع بين المشير محمد أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق، وكمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، ونائب رئيس الوزراء حينذاك، وعدد آخر من قيادات القوات المسلحة، قال أحدهم لأبو غزالة: "ما تخلَّصنا منه بقى" في إشارة إلى الرئيس مبارك على حد قول كمال الجنزوري، فرد المشير: لا يمكن أن أفعل ذلك، وإن أخطأت وفعلت سيأتي من يفعل ذلك معي.

كمال الجنزوري
تلك الكواليس كشفها الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء الأسبق في مذكراته، عن اجتماع تم بعد أحداث الأمن المركزي الشهيرة في فبراير1986، وكان هذا الاجتماع بعد أن نزلت وحدات الجيش وعاد الهدوء إلى الشارع المصري مرة أخرى.

مصطفى الفقي
الحديث عن المشير أبو غزالة تكرر على لسان الكاتب والمفكر السياسي مصطفى الفقي، خلال ندوة الحريات والتعليم التي تم تنظيمها بكلية دار علوم منذ 5 أشهر، فكشف "الفقي" أن الرئيس الأسبق كان يخشى أبو غزالة جدًا خلال الفترة التي تولى فيها فيها أبو غزالة وزارة الدفاع.

لم يكن مصطفى الفقي وحده هو من أعلن أن مبارك كان يخشى أبو غزالة المولود في 15 يناير 1930 بمحافظة البحيرة، وتخرج من الكلية الحربية في 1949 حتى وصل إلى منصب وزير الدفاع في أواخر عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

وفي فيلم وثائقي أعدته «بي بي سي» قال نيكولاس فيليوتس السفير الأمريكي في بداية ثمانينيات القرن الماضي إن الرئيس مبارك كان لا يحب أبو غزالة وعددًا آخر من القادة العسكريين في ذلك الوقت.

وأضاف "فيليوتس" أن سبب هذه الكراهية هو أن الكثير من القادة العسكريين كانوا من أقران مبارك، وبالتالي لا يخافونه، وهو ضد طبيعة مبارك التسلطية.

الرجل الثاني

خلال السنوات الأولى التي تولى فيها مبارك الرئاسة كان المشير أبو غزالة معروف بأنه الرجل الثاني في مصر، خاصة في ظل علاقته القوية بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعود ذلك لعمل أبو غزالة ملحقًا عسكريًا في أمريكا لبعض الوقت.

وزيرًا للدفاع في نظام مبارك، هكذا رسم أبو غزالة لنفسه خطًا لنفسه، وظل دومًا ملتزمًا ببدلته العسكرية بعيدًا عن الأضواء كما أكد نيكولاس فيليوتس السفير الأمريكي الأسبق في مصر.

التعاون مع أمريكا
خلال فترة الثمانينيات تولى أبو غزالة ملف التعاون العسكري بين مصر وأمريكا، وترددت شائعات عن مشروع تطوير الصواريخ الجوية، وهو ما أغضب الولايات المتحدة الأمريكية وكانت سببًا في الإطاحة به.

أحداث الأمن المركزي
استمرت الأمور هادئة حتى عام 1986 حين وقع ما عُرف بـ"أحداث الأمن المركزي" وتمرد إحدى كتائب الأمن المركزي احتجاجًا على أوضاعهم المعيشية ليشتعل الشارع في أول أزمة حقيقية تواجه نظام مبارك.

أبو غزالة كان لديه الحل بنزوله وحدات من الجيش وبالفعل عاد الهدوء مرة أخرى إلى الشارع، وعد الكثيرون أن وزير الدفاع هو فقط القادر على إعادة الهدوء لمصر الأمر الذي -وفق الكثيرين- أرهق مبارك، وبدأ الرئيس يخطط في كيفية الإطاحة بالمشير.

لوسي آرتن
في عام 1989 تمت إقالة المشير أبو غزالة في إثر ما عُرف وقتها بقضية لوسي آرتن، وهي سيدة أعمال مصرية تنتمي للطائفة الأرمينية، وابنة شقيقة الممثلة لبلبة، وقيل وقتها إنها على علاقة بالمشير أبو غزالة، فيما يرى البعض أن مبارك استغل تلك الفرصة للإطاحة بغريمه التقليدي.

الجريدة الرسمية