رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تكثيف الهجوم ضد الجيش الآن؟!


رغم أن الهجوم على الجيش لم يتوقف بعد بضعة أسابيع قليلة فقط من تنحي مبارك، وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد في المرحلة الانتقالية الأولى، إلا أننا نشهد الآن.. تكثيفا وتركيزا وتواصلا في هذا الهجوم، لا يراعي من يقومون به أن جيشنا يخوض معركة عسكرية ضد الإرهاب في سيناء، لتنظيفها من الجماعات الإرهابية التي اخترقتها في السنوات الأخيرة، ويخوض أيضا معركة بناء في مناطق عديدة من ربوع الوطن أنجز فيها الكثير.


الهجوم الآن على جيشنا يأتي من داخل وخارج مصر، ويتصاعد يوما بعد الآخر.. ولا يكفي هنا لتفسير هذا الهجوم المتواصل والمتصاعد بأن جيشنا مستهدف، وأن هناك من يتربصون به ويريدون التخلص منه، خاصة وأنه يزداد قوة، ويمتلك كل يوم مزيدا من الأسلحة والمعدات، فضلا عن أنه يمثل عقبة أساسية أمام من يخططون لتقويض كيانات الدول الوطنية لمنطقتنا العربية، وتحويلها إلى كيانات قزمية يسهل السيطرة والهيمنة عليها.. مثلما لا يكفي أيضا لتفسير هذا الهجوم المتواصل والمتصاعد بما يتسم به بعض السياسيين من غباء سياسي، وجهل تاريخي بأن الدولة المصرية دوما سواء قديما منذ عهد الفراعنة، أو حديثا مع عهد محمد على قامت مستندة لوجود جيش قوي وقادر، وأن هذا الجيش كان باستمرار هو ركيزة قوة هذه الدولة.

كل هذا صحيح، ولكن لابد وأن تصعيد الهجوم على الجيش المصري في هذا الوقت تحديدا له سبب، أو أسباب مباشرة إضافية أخرى، غير الأسباب العامة السابقة والتي أضيف إليها بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣ رغبة الانتقام من جيشنا، لأنه انحاز لإرادة الملايين ورغبتهم في التخلص من حكم الإخوان الفاشي والمستبد.

والأغلب أن أهم هذه الأسباب الجديدة للهجمة المركزة والمتصاعدة الآن داخليا وخارجيا ضد الجيش، يتمثل في أنه يساند ويدعم الرئيس السيسي ولم يتخل عنه كما راهن أو حلم البعض منذ نحو العامين، حينما تصوروا أنه بتشهيرهم الإعلامي، وصدامهم السياسي، وحصارهم الاقتصادي لمصر، سوف يجعلون الجيش المصري يشعر بأن الرئيس السيسي قد صار عبئا عليه، فيقوم بالتخلي عنه ويتوقف عن دعمه ومساندته خاصة في معركة البناء.. ولكن حدث عكس ما راهن عليه هؤلاء..

فقد زاد الجيش دعمه لرئيسه الأعلي ليس في معركة البناء فقط، ولكن في التصدي أيضا لمن يفتعلون الأزمات الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية.. وهنا قرر هؤلاء الذين خسروا رهانا آخر، الانتقام من الجيش المصري بتصعيد وتكثيف الهجوم عليه، وتنظيم حملات السخرية والتشهير به.. لكن كما فشلت كل المحاولات السابقة للنيل من جيشنا، سيكون مصير الهجمة الجديدة الفشل والذريع أيضا.
الجريدة الرسمية