رئيس التحرير
عصام كامل

د. وحيد عبد المجيد: البرلمان لم يشهد استجوابا واحدا بسبب هيمنة السلطة التنفيذية عليه

فيتو

مجلس النواب في دور انعقاده الأول تحول لآلة لتمرير قوانين الجباية
البرلمان طغت عليه السلطة التنفيذية ولم يقم بأى دور رقابى

ما نسير عليه الآن هو مشروعات لن يجنى ثمارها إلا بعد سنوات
الفجوة بين الشباب والنظام زادت وكل منهما أصبح في واد



كشف الدكتور وحيد عبد المجيد المستشار الفنى لمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام أن أعضاء مجلس النواب تخلوا عن قضايا المواطن المهمة وتحولوا إلى أداة حكومية لتنفيذ القوانين التي تريدها الحكومة وعلى رأسها قوانين الجباية فضلا عن أن هيمنة السلطة التنفيذية على البرلمان جعلته لا يشهد استجوابا واحدا.
وقال "عبد المجيد" في حوار لـ "فيتو" عن حصاد دور الانعقاد الأول للبرلمان بعد فضه: "إن النظام الحالى لا يتسع للأحزاب السياسية وبالتالى الكلام عنها في هذه المرحلة مجازى لأنه لا يوجد عمل حزبى في مكان لا تتوفر لهم فية الحرية".

**ما تقييمك لدور الانعقاد الأول لمجلس النواب؟
قوانين مجلس النواب في دور الانعقاد الأول كانت بعيدة كل البعد عن الشعب المصرى وما حدث بها يضيف مزيدا من الأعباء على الشعب المصرى حيث مرر المجلس مجموعة من القوانين تمثل أولوية للحكومة تتسبب في فرض أعباء جديدة على الشعب المصرى بكل طوائفه وتؤدى إلى معاناة فادحة للبسطاء ومحدودى الدخل والمهمشين، مجلس النواب عمل كآلة لتمرير التشريعات التي تريدها الحكومة من خلال مجموعة تشريعات لا هدف لها إلا الجباية وبالتالى أصبح مواليا للسلطة التنفيذية 

**إذن أنت تتفق مع البعض الذي يرى أن البرلمان كان أداة حكومية في دورته الأولى ؟
هذا صحيح فالبرلمان ظهر في دور الانعقاد الأول باعتباره تابعا للسلطة التنفيذية وليس كسلطة مستقلة فهو لم يقم بأى دور رقابى طوال الدورة باستثناء حالة واحدة وهى تقصى الحقائق في فضيحة القمح وهى حالة نادرة أن ينتهى دور انعقاد دون استجواب واحد مما يؤكد هيمنة السلطة التنفيذية على البرلمان الذي أصبح في خدمة تشريعات الجباية.

*وما رأيك فيما يطالب به الوفد بشطب الأحزاب التي لم تفز بمقاعد في البرلمان؟
حزب الوفد لا يختلف عن هذه الأحزاب في شيء إلا في قيامه بشراء بعض المرشحين وفتح الباب أمام مرشحين آخرين لأسباب معروفة للترشح باسمه دون أن يكون لهم دخل بالحزب والحقيقة أن نظام الحكم لا يتسع للأحزاب السياسية التي لا تعمل إلا في مناخ مفتوح وحريات متوفرة ولكن في هذا المناخ فالحديث عن الأحزاب مجازى لأنه لا يوجد عمل حزبى في أجواء مغلقة.

*هل نجح السيسي في التقارب مع الشباب أم زادت الفجوة بينهم؟
كانت هناك فجوة قبل أن يتولى السيسي الرئاسة ويتحمل من أصدروا قانون التظاهر مسئولية زيادة هذه الفجوة بدلا من سدها حتى تحولت لانفصال فأصبحت السلطة في وادٍ والشباب في وادٍ آخر، أي في عالمين مختلفين، وهذا الانفصال هو الخطر؛ لأن الشباب هم الثروة الحقيقية للبلد، وهذا يحتاج إلى وقفة للمراجعة بشأن العلاقة بين القيادة والشباب لإدراك المخاطر المترتبة على الانفصال الكامل؛ لأن عقلية الحكومة تعيش بعقلية 50 أو60 سنة ماضية والشباب يتعامل بعقلية القرن الحادى والعشرين.

*هل تحققت وعود الرئيس بأن الناس ستشعر بالتحسن خلال عامين؟
الحقيقة لم تتحقق الوعود سواء على المستوى الاقتصادى أو المستوى السياسي رغم أن هناك مجهودا كبيرا يبذل لكنه جهد لا يسير في الاتجاه الصحيح وهذا يشبه الرجل الذي يريد الذهاب إلى مكان بعيد فيجهز نفسه ومن معه ويريد الوصول بسرعة الصاروخ فيأخذ طريقا يؤدى به إلى مكان آخر، وهذا يحدث حين يكون هناك أهداف كثيرة ولكن دون رؤية واضحة لكيفية تحقيقها ودون برنامج متكامل يحدد أولويات المرحلة ويرسم الخطط ويوظف الموارد المحدودة بالدولة بطريقة تعظم من النتائج وتجعلها ممكنة، وبالتالى الطريـق الذي مضى به الرئيس ليس هو الطريق الذي يؤدى للتحسن الذي ينشده المواطن خلال بضع سنوات رغم أن هذه الأولوية القصوى التي يجب العمل من أجلها ولتحقيق ذلك يتطلب العمل برؤية واضحة للبدء في المهم ثم الأهم، وهكذا لكن ما نسير عليه الآن هو مشروعات لن يجنى ثمارها إلا بعد سنوات. 
الجريدة الرسمية