رئيس التحرير
عصام كامل

الطالب المصري الوحيد بوكالة «ناسا»: لن أعود.. قبل تحقيق حلمي بالحصول على نوبل

فيتو

>> حاولت تطبيق أبحاثى فرفض المسئولون بمصر لأنني موظف
>> عانيت كثيرا عند النشر في المجلات العالمية لأننى عربى

>> أوباما يدعم بعض الأبحاث العلمية في ناسا


أحمد سليمان الشاب المصري ذو الـ 29 عاما، يدرس الدكتوراه في جامعة "كالتك" التي كان يعمل بها الدكتور أحمد زويل كرئيس لقسم الكيمياء الفيزيائية، ويحضر أبحاثه بوكالة ناسا، التقته "فيتو" خلال زيارته لمصر في إجازة سريعة لمدة أسبوعين لعقد قرانه وربما لن يراها مرة أخرى ليتفرغ لدراسته وأبحاثه بالخارج، حلمه بنوبل يتمني أن يحققه يوما ما:

*من هو أحمد سليمان؟
أحمد سليمان 29 عاما خريج هندسة شبرا الخيمة بجامعة بنها عام 2009 من قسم الاتصالات والتكنولوجيا، تم تعييني في وزارة الكهرباء وبعدها بدأت العمل في الأبحاث العلمية، وحاولت تطبيقها داخل أحد محطات الكهرباء فرفض المسئولون، بحجة أنني موظف ولا مجال لتطبيق أبحاث علمية، ونصحني رئيس الشركة في ذلك الوقت بتقديم استقالتي، لأن هذا ليس مكاني وبعد البحث الطويل والشاق بدأت أبحاثي في المركز القومي للبحوث، ومنه إلى جامعة زويل، وأنا الآن طالب في الدكتوراه بمعهد "كالتك " ووكالة ناسا.

*كيف وصلت إلى ناسا؟
كانت حلمي وأنا طالب ولذلك لم أستسلم للوظيفة والروتين الحكومي، واستمررت في أبحاثي ومحاولاتي لتحقيق حلمي فحاولت التقدم بتلك الأبحاث إلى الجامعات العالمية، ولكني قوبلت بالرفض لكوني خريج هندسة شبرا ، ولا يوجد جامعات معترف بها في مصر سوى القاهرة وعين شمس، لذلك قمت بتحضير الماجستير في جامعة عين شمس، ونفذت بعض الأبحاث العلمية بجامعة زويل التي أعترف أن بها معامل على درجة عالية من التطوير، ومؤهلة لتطبيق الكثير من الأبحاث العلمية بها.

*وهل تقدمت للمنح الخارجية وما هي طريقة التقدم؟
تقدمت بالفعل إلى بعض المنح الخارجية العالمية بمجهودي الشخصي، عن طريق البحث والاطلاع، وأرى أن الوسائل التكنولوجية الحديثة وفرت الكثير من الوقت والجهد عن طريق "الكورسات أون لاين" وأصبح المجال البحثي مفتوحا أمام الجميع، فالفرص موجودة في مصر وليست منعدمة، ولكنها تحتاج إلى من يسعى ويجتهد للحصول عليها ويقاتل من أجلها.

*هل البحث العلمي له مستقبل في مصر؟
للأسف الفرصة موجودة في الخارج، بسبب وجود الإمكانيات والمناخ العلمي المشجع، بعكس مصر التي تفتقر إلى الإمكانيات، ويوجد بها الكثير من المحبطين، أيضا البحث العلمي في مصر يبدأ بعد التخرج، ولكن البحث العلمي بالخارج يبدأ داخل الجامعة وهو ما يفرق مع الغرب كثيرا.

*هل قابلت هؤلاء المحبطين؟
كثيرا فهم من كانوا يقولون لي دائما لن تصل إلى ناسا، ولن تستطيع أن تحقق حلمك، وبالرغم من كل الخطوات الثابتة والواثقة التي كنت أتخذها نحو حلمي إلا أن المحبطين لم يتركوني، وكان من باب الجنون أن أترك وزارة الكهرباء الوظيفة الحكومية الثابتة، وأتفرغ للعلم لذلك أخفيت على والدي أمر الاستقالة حتى عرف بعد سفري.

*ماذا تتذكر من ذكرياتك مع الدكتور أحمد زويل رحمه الله؟
أتذكر أول ما عرف أنه تم قبولي بالجامعة أرسل لي رسالة تهنئة، وأبلغني باستعداده للوقوف مع ومؤازرتي وهو ما تم بالفعل، فكان مكتبه ثاني مكتب بعد مكتبي، ودائما ما كنت ألجأ إليه لأخذ شحنات من الطاقة والتفاؤل، وفي نفس الوقت سبب حملا كبيرا على عاتقي، لكي أنجح وأجتهد وأثبت للجميع أن المصري ما زال قادرا على النجاح والعمل.

*هل وجدت خلال فترة العيش في أوروبا تعاملا عنصريا من قبل البعض بصفتك عربيا ومسلما؟
بصراحة عند النشر في المجلات العالمية وجدت أن لديهم فكرة مسبقة عن الجامعات العربية أنه لا يوجد أي نوع من التعليم، ولذلك عانيت كثيرا في النشر بتلك المجلات، لأنها شرط أساسي للقبول بالجامعات الدولية.

أما العنصرية فكانت بصورة مختلفة عندما تأخرت يوما عن موعد الأتوبيس الذي يقلني إلى الجامعة، وذهبت لأركب القطار، بولاية فلوريدا وعندما سألت أحد المارة عن موعد القطار ففهم من لهجتي أنني عربي، فسألني قلت له نعم أنا عربي مسلم، فقال لي هل دينكم يأمركم بقتلنا فعزمته على تناول الإفطار، وتحدثت معه بآيات من القرآن أن هذا الكلام غير حقيقي، وتفهم الرجل وانصرف مقتنعا، المشكلة في الصورة غير الصحيحة عند الغرب عن الإسلام.

*ما هي الأبحاث التي تعمل بها في ناسا؟
مجال الاتصالات والطاقة الكهرومغناطيسية والرئيس أوباما شخصيا يدعم بعض الأبحاث العلمية، حصلت مؤخرا في ورقة بحثية قدمتها على المركز الثاني على مستوى الجامعة، وهو ما أوصاني به الدكتور زويل قبل رحيله.

*ماذا تنصح الباحثين الشباب؟
البحث العلمي وعدم اليأس والاستسلام للمحبطين من حولهم، والنشر في المجلات العلمية العالمية.

*هل تفكر في العودة مرة ثانية إلى مصر؟
بصراحة لا.. سوف أتفرغ للبحث العلمي والدكتوراه، وحلمي للوصول إلى نوبل، وربما تكون هذه آخر مرة أزور بها مصر لحين الحصول على نوبل.
الجريدة الرسمية