رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب عدم وجود مصنع إنتاج ألبان أطفال في مصر.. مافيا المحتكرين للبن أهم العوائق.. «سكوت» وزارة الصحة يشجع على استمرار الوضع.. مطالبات بوضع تسعيرة إجبارية.. والإغلاق مصير أول تجربة للإنتاج في

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تسببت أزمة عدم توفير الألبان الصناعية المدعمة في طرح العديد من التساؤلات، كان أولها لماذا تعتمد مصر على استيراد الألبان المدعمة؟، ولم تبدأ في إنشاء مصنع لإنتاج الألبان في مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج، نظرا لأنها أحد السلع الإستراتيجية المهمة لصحة الأطفال.


تجربة سابقة
يذكر أنه كانت هناك تجربة عام 2005، حيث تم البدء في إنشاء مصنع للألبان، إلا أنه تم إغلاقه لأسباب غير معلومة.

تصريحات واهية

ومع تولي الدكتور أحمد عماد مهام وزارة الصحة منذ عام، أعلن عن البدء في إنشاء مصنع للألبان مطلع عام ٢٠١٦، إلا أن العام اقترب من الانتهاء ولم يتم البدء في وضع دراسات إنشاء المصنع.

شيء مهم
أكد الصيدلي هاني سامح، الخبير الدوائي، أن 95% من الرضع يحتاجون إلى ألبان أطفال، خاصة مع انتشار أمراض سوء التغذية والتقزم لدى الأطفال، مشيرًا إلى أن توزيعها في مراكز الأمومة والطفولة أمر ليس بجديد بل كانت توزع منذ سنوات في مراكز رعاية الأمومة والطفولة.

التسعير الجبري
وأضاف سامح لـ"فيتو"، أن صرف الألبان بالكروت الذكية لن يكون له أي تأثير على الواقع، ولن يحل الأزمة، مضيفًا أن الحل الوحيد هو التسعير الجبري لألبان الأطفال بدلًا من تركها تزيد مع ارتفاع أسعار الدولار دون ضوابط، مضيفًا أن مجموعة من المستوردين المتحكمين في استيراد ألبان الأطفال يتوغلون داخل وزارة الصحة ويحققون مكاسب خرافية من استيراد وبيع الألبان المدعمة لوزارة الصحة، وكذلك الألبان المتوفرة في السوق الحرة، بالإضافة إلى حجم الرشاوى التي تدفع إلى أطباء الأطفال ووزارة الصحة لإقناع الأمهات بضرورة إرضاع أبنائهم ألبان صناعية وليس لبن الرضاعة الطبيعية.

وأوضح الخبير الدوائي أنه يجب تفعيل قرار التسعير الجبري الذي أصدره وزير الصحة السابق للألبان بحد أدنى 35 جنيهًا وحد أقصى 42 جنيهًا.

مافيا الألبان
وكشف سامح عن وجود مافيا لاستيراد الألبان، يتراوح عددهم من 5 إلى 10 شركات، وينفقون ببذخ على المؤتمرات خارج مصر، ويسافر أطباء الأطفال، ويصف هؤلاء الأطباء للأم لبنًا صناعيًا والخاص بشركة محددة.

عائق رئيسي
وأكد أن هذه المافيا من الشركات هم العائق الرئيسي أمام إنشاء مصنع للألبان مصري خالص، على الرغم من المطالبة به منذ سنوات، مشيرًا إلى أنه كانت هناك تجربة عام 2005 وكان مصنعًا تابعًا لأحد رجال الأعمال، إلا أنه تم إغلاقه بحجة سوء تخزين العبوات.

استفادة أكبر

وأشار سامح إلى أن مكاسب استيراد الألبان من الخارج أكبر بكثير، خاصة أنه غير مسعر بتسعير جبري، وتكلفة استيراده قليلة ولن يستفيد المستوردون والمتحكمون في السوق من تصنيع الألبان داخل مصر، خاصة أن معظم الدول تنتج الألبان فلن تستفيد مصر بالتصدير للخارج منها سوى بيعها داخل مصر في حال إنتاجها.

فساد وأرباح
وطالب الخبير الدوائي، بالضرب بيد من حديد على ممثلي ومجالس إدارات المافيا المستوردة لألبان الأطفال، مطالبًا الجهات الرقابية بتحمل مسئولياتها في كشف فساد تلك المافيا والمتواطئين معها من قيادات وزارة الصحة والتحقيق في أرباحها الخرافية والتي تتجاوز المليارات على مدى السنين الماضية.

القوات المسلحة
وأشاد سامح بدور القوات المسلحة في مواجهة مافيا مستوردي ألبان الأطفال وتوفير ألبان الأطفال بسعر عادل وهو 30 جنيهًا بدلًا من الأسعار الخرافية التي وضعتها تلك المافيا صاحبة النفوذ بوزارة الصحة والتي تتراوح بين 60 جنيهًا و120 جنيهًا لمستحضرات ألبان الأطفال.

تواطؤ الوزارة
وأكد سامح أنه بالمخالفة لقانون الصيدلة والتسعير الجبري وتحديد هامش الأرباح، فإن وزارة الصحة تعمدت تربيح تلك الشركات عن طريق تعمد تجاهل تسعير ألبان الأطفال جبريًا، وتعمد تحديد هامش ربحها مما أوجد مجموعة من الشركات فاحشة الثراء تتربح من دماء الأطفال الرضع وأهاليهم.

وأشار إلى أنه تقدم بشكوى أمام الرقابة الإدارية، وعلى إثرها اعترف وزير الصحة السابق عادل العدوي بخطأ عدم التسعير الجبري لتلك الألبان، وأقر ببدء خطوات تسعيرها جبريا، ثم أفادت بعدها وزارة الصحة في التعقيب على شكوى أخرى أمام أمانة مجلس الوزراء بأنه تشكلت لجنة لتسعير تلك الألبان جبريًا، وتم تحديد سعر جبري لكل الألبان غير المدعمة بالسوق يتراوح بين 35 جنيهًا و42 جنيهًا، على حد قوله.

هامش ربح
وأوضح أن أزمة ألبان الأطفال الحالية سببها رضوخ وزارة الصحة لمافيا شركات ألبان الأطفال وعدم تسعيرها هذا المستحضر جبريًا، رغم أن هناك دولًا عدة منها السعودية وضعت حدًا أعلى للسعر وفقا لوزن العبوة وتحديد هامش ربح لتلك المنتجات، وشكلت لجنة رقابية خاصة بكل شركة من شركات ألبان الأطفال لتصحيح أوضاعها ومنع الممارسات الاحتكارية الضارة بمصلحة مواطنيها.

استيراد ألبان
يذكر أن المتحدث العسكري العميد محمد سمير، كشف عن استيراد أول دفعة من ألبان الأطفال اعتبارًا من 15 سبتمبر الجارى، ليتم استلامها من الموانئ وتوزيعها على الصيدليات بسعر 30 جنيهًا للعبوة.

شائعات
وأهاب المتحدث العسكري في بيان للمواطنين بعدم الانسياق وراء تلك الشائعات والحملة المغرضة التي شنتها شركات استيراد الألبان بهدف التأثير على الرأي العام، وعلى المواطن أن يدرك أن القوات المسلحة تبذل قصارى جهدها لتخفيف العبء عن المواطن البسيط.

احتكار ومغالاة
وجاء في البيان، "أن القوات المسلحة لاحظت قيام الشركات المختصة باستيراد عبوات لبن الأطفال باحتكار العبوات للمغالاة في سعرها، ما تسبب في زيادة المعاناة على المواطن البسيط، ولذا تقوم القوات المسلحة انطلاقًا من دورها في خدمة المجتمع المدني، بالتنسيق مع وزارة الصحة، بالتعاقد على نفس عبوات الألبان، ليصل سعر العبوة للمواطن المصرى إلى (30) جنيهًا بدلًا من (60) جنيهًا، أي بنسبة تخفيض تصل إلى 50%".

كما تقوم القوات المسلحة بضرب الاحتكار الجشع لدى التجار والشركات العاملة في مجال عبوات الألبان من منطلق شعورها باحتياجات المواطن البسيط أسوة بما تقوم به من توفير لكافة السلع الأساسية من لحوم ودواجن وغيرها بمختلف منافذ البيع في كافة المحافظات بأسعار مخفضة، وأنه لا يوجد لدى القوات المسلحة أية عبوات مخزنة وأنه سيتم استيراد أول دفعة من الألبان اعتبارًا من 15 سبتمبر الجارى.
الجريدة الرسمية