عبث إعلامي.. وهزل سياسي!
تحت عنوان الأزمة الاقتصادية الخليجية تهدد قرض النقد الدولي، نشر أحد المواقع الخبرية تصريحًا لمن سمته باحث سياسي قال فيه: "إن كلام لا جارد رئيسة الصندوق حول إجرائها مباحثات مع بعض الدول لدعم مصر بستة مليارات دولار تأكيدًا لاشتراط الصندوق ضرورة حصول مصر على ودائع خليجية كي تحصل على قرض الصندوق.. وبذلك فإن قرض الصندوق لمصر مهدد بالإلغاء في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها دول الخليج العربي لا سيما بعد انهيار أسعار النفط".
وهذا كلام لا يمكن أن يقول به أي باحث يتابع الموضوع الذي يتحدث عنه ناهيك عن أن يكون باحثًا سياسيًا.. فإن المتابع -مجرد المتابع وليس الباحث- يعرف أن مصر هي التي طلبت قروضا -وليست ودائع- إضافية بجانب قرض الصندوق البالغ ١٢ مليار ودلار على ثلاث سنوات.. وما قالته رئيسة الصندوق لا يزيد على كونه مبادرة منها لمساعدة مصر للحصول على ما تبتغيــه من قروض إضافية لسد الفجوة التمويلية في ظل أنها تدرك عدم سهولة الحصول على حجم مثل هذه القروض من دول غير خليجية.
إذًا لا شرط في هذا الأمر.. ولا علاقة بتنفيذ إنفاق الصندوق مع مصر بعد إقراره من إدارة الصندوق بحصولها على تلك القروض الإضافية.. شرط الصندوق يتمثل في التزام مصر بالبرنامج الاقتصادي الذي تعهدت حكومتها بتنفيذه والذي يتضمن تخفيض عجز الموازنة من خلال زيادة الإيرادات الحكومية وتخفيض الإنفاق الحكومي.. ويا ليت من يتحدثون عما لا يعرفون أن يلتزموا الصمت وعلى من بيده النشر أن يفهموا أولا ما ينشرون.
