رئيس التحرير
عصام كامل

إعدام حسب المزاج!


يالها من مفارقة معبرة جدا!
هل تتذكرون تلك الأيام التي تلت تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك.. لقد ارتفعت صيحات في كل أرجاء بر مصر تطالب بإعدام الرئيس الأسيق فورا ومن كان من بين أصحاب هذه الصيحات يحرص على أن يظهر بمظهر الالتزام بالقانون طالب بمحاكمته قبل إعدامه.. وقد تم تنظيم محاكمة غير قضائية له داخل ميدان التحرير.


أما اليوم وبعد أن توالى صدور أحكام إعدام لعدد من قادة وكوادر جماعة الإخوان وأنصار بيت المقدس ورغم أنها أحكام غير باتة وغير نهائية، فقد نظم البعض مؤتمرا يطالبون فيه بإلغاء عقوبة الإعدام في مصر.

وأنا هنا لست بصدد مناقشة عقوبة الإعدام.. استمرارها أو إلغائها.. وإنما أبين فقط تلك المفارقة أو هذا التناقض البين في الحالتين أو المشهدين.. مشهد التحمس للإعدام ثم بعدها بسنوات مشهد رفض الإعدام والمطالبة بإلغاء هذه العقوبة.. فهذا يعني أن مواقف البعض ليست مبدئية.. أو لا علاقة لها بالمبادئ.. ولكنها مواقف حسب المزاج..وحسب المصلحة..وحسب الهوى..

ولا يمكن الوثوق بأصحاب مواقف المزاج والمصلحة والهوي.. فهؤلاء مثلهم كالمتطرفين دينيا يحللون ويحرمون ما يشاءون أي شيء حسب الهوي والمصلحة.. وإلا فليقل لنا أحد ما هو الفارق بين من كان متحمسا للإعدام أمس والرافض له اليوم وبين القرضاوي الذي صار مشهورا بالفتاوي المتعارضة سابقة التجهيز.
الجريدة الرسمية