في قريتنا «بطل»
لم أكن أعرفه عن قرب ولكن أعرف اسمه جيدا وأحفظ ابتسامته التي كانت حاضرة دائما عندما نلتقى على فترات متباعدة كنت أشاهده عن قرب عند زياراتى لقريتى فألوح له من بعيد فيرد بابتسامة جاهزة تحمل الكثير من الرضا.. لم أكن أعرف أنه يخفى كل هذه البطولة لم أكن أعرف أنه في أحد الأيام سيكون مصدر فخر واعتزاز لى ولأبناء قريتنا جميعا وللمصريين جميعا، لم أكن أتوقع أن أظل أردد طوال اليوم على كل من يقابلنى وألتقى به أن هذا البطل يفصل بيننا عدة أمتار بين منزل كل منا في القرية.
لو كنت أعرف هذا لاقتربت منه أكثر وأكثر واحتضنته كثيرا وسجلت معه ذكريات بالصوت والصورة أحكيها مستقبلا وأروى حكايته قائلا بكل فخر واعتزاز هذا البطل ابن قريتى.
لم أكن أعرف أن هذا الشاب الهادئ صاحب الابتسامة الحاضرة دائما سأطالع صورته بين الأبطال سيكون خبرا في مواقع الأخبار وشاشات التليفزيون سيستشهد الجميع بوسامته على مواقع التواصل الاجتماعى سيقول الجميع عنه ما زال صغيرا ما زال شابا كان أمامه الكثير ليحققه كان شجاعا كان..
وكان وأشياء أخرى كثيرة ستقال في حقه اختار طريق الشهادة دون تردد. لم أكن أعرف أن ابن قريتى سيكون بطلا من أبطال سيناء سيكون فخرا للقوات المسلحة فوجئت بصورته على مواقع الأخبار وتحتها كلمة شهيد سيناء واقتربت أكثر من الصورة أعدت قراءة الخبر أكثر من مرة استرجعت الابتسامة اقتربت أكثر من ملامحه إنه هو "أشرف الطباخ" ابن قريتى..
أشرف استشهد صباح الجمعة على يد قناص تابع للجماعات التكفيرية في سيناء حيث كان يؤدى الخدمة العسكرية..ضحى بنفسه دون تردد من أجلنا جميعا من أجل أن نشعر بالأمان من أجل أن نتحرك بحرية..من أجل أن يستمر الجدل حول الكثير من القضايا في الوطن من أجل أن نملأ الدنيا صراخا وصداما على لا شيء وهناك أبطال يضحون بأنفسهم في صمت ويستشهدون بكل فخر منهم أشرف ابن قريتى الذي سيظل ذكرى حاضرة نحكى بطولاته للأجيال الجديدة حتى يعرفوا أن جيش مصر رجال وأنهم على العهد..
كان بينهم هناك "أشرف عبده حنفى الطباخ" ابن قرية سنهور وداعا أيها البطل الذي شرفنا جميعا.
أقل ما يمكن أن يقدم للشهيد إطلاق اسمه على إحدى المدارس بالقرية، وثقتنا كبيرة في استجابة الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة لمطلب جميع أبناء القرية، ونحن في انتظار صدرو قرار المحافظ.