العريان.. واليهود
ما ضر الدكتور عصام العريان، القيادى الإخوانى ونائب رئيس
حزب الحرية والعدالة، لو أمسك عليه لسانه وابتلع بعض آرائه؟.. ما ضره لو امتنع
عن الخضوع لهواة وسطوة الأضواء فى الفضائيات؟.. أم أنه صار مهووسا بالإعلام عاشقا
للإثارة وإحداث الجدل بلا مبرر؟
أقول هذا بعد التصريح الأخير للعريان الذى يطالب فيه اليهود
المصريين بالعودة إلى وطنهم مصر من أجل إفساح الأرض الفلسطينية لأبنائها.
العريان أكد خلال برنامج "بتوقيت القاهرة"، الذى
يقدمه الإعلامى حافظ المرازى على قناة دريم مساء أمس "الخميس"، أن حق العودة
إذا تحقق يفسح مكانا للفلسطينى لا يمكن إنكاره ولا يمكن التنازل عنه إطلاقا.
أكثر من هذا قال
العريان: "برحب باليهود العرب والمصريين الذى قام عبدالناصر بطردهم بالعودة
مرة أخرى إلى بلادهم لأنهم شجعوا الاحتلال ولأن كل مصرى له حق أن يعود خاصة إذا كان
يفسح مكانا للفلسطينى"، وأشار العريان إلى أن هذا الوطن ملك للجميع ولنا فيه أسهم
متساوية ولكل مواطن حق المساواة.
والحقيقة أن تصريحات العريان غير مبررة مطلقا، ولا يمكن فهمها على أى وجه سوى
أنها تصفية حسابات مع "ناصر" ومغازلة لإسرائيل، كما أنها تفتح على مصر
بابا لا يمكن إغلاقه على المدى القريب، إذ أن حديثه عن طرد عبدالناصر لليهود
يتيح لليهود المصريين مطالبة الدولة المصرية بتعويضات ضخمة عن أملاكهم التى تركوها فى
القاهرة والإسكندرية.
ولا شك أن تصريحات العريان تضر حكومة الإخوان، التى تعانى الآن من وضع
اقتصادي للبلاد لا نحسد عليه وتسعى لتجاوزه بأى طريقة بعد أن وصل الاقتصاد إلى مرحلة الخطر.
كما أن تصريحات العريان مخالفة لوقائع التاريخ، فلم يثبت أن عبدالناصر طرد
اليهود من مصر ولكن أوضاع اليهود المصريين ساءت منذ أواخر أربعينيات القرن
العشرين بعد حرب 1948، وقيام الكيان الإسرائيلي وازدادت الأمور سوءاً بعد فضيحة "لافون"
وتورطهم فى عمليات إرهابية ضد بعض المنشآت فى القاهرة، وحرب 1956، ما اضطر اليهود للهجرة إلى إسرائيل
وعدد من الدول الأوروبية وأمريكا.
نصحية للعريان: أمسك عليك لسانك، ولا تورط مصر فى تصريحاتك.