رئيس التحرير
عصام كامل

ولا أجمل من هكذا "مخطط صهيونى"!


كنا نقول لمَن يجادلنا بالباطل وبالباطل من أصدقائنا الإخوان طوال السنوات السابقة على الثورة إن الإخوان البديل المنطقى للحزب الوطنى.. وأنهم الأفضل والأسرع لتفجير مصر طائفيًّا، كانوا يثورون ويغضبون ويرفضون وينكرون ويتنكّرون لكلامنا.. كنا نقول إن معيار أمريكا فى الحكم على أصدقائها هو مساحة الشراكة فى البعدين السياسى والاجتماعى.. وهما بالضرورة يقرران البعد الاقتصادى للنظام الذى يحددانه.


ولا نجد لا فى الاقتصادى ولا الاجتماعى ولا السياسى أى تعارض بين الإخوان والأمريكان.. اللهم إلا المشكلة الفلسطينية وقد تم حلها بشروط الوصول للسلطة.. خصوصًا أن كلًّا من الإخوان وإسرائيل داخل العباءة الأمريكية وهنا يكون الحل سهلًا جدًّا.. لكن كليهما يؤمن بحرية النشاط الاقتصادى وحق التملّك بلا قيود أو حدود مهما بلغ فقر الفقراء أو حجم الاستغلال والضياع فى المجتمع، وكلاهما يؤمن بعدم أحقية تدخّل الدولة فى النشاط الاقتصادى!

فى ما بعد.. أضاف الأستاذ هيكل وغيره سببًا آخر لرضا الأمريكان على الإخوان.. وهو الرغبة فى استبدال الصراع العربى الإسرائيلى بصراع شيعى سنى.. يأخذ المنطقة بعيدًا عن المشكلة الحقيقية، وبعيدًا عن المقدسات المحتلة.. ويؤدّى -فى ما يؤدى- إلى تقسيم ودماء وتجارة أسلحة وتبقى الدولة الصهيونية الأقوى والأكبر..!

الآن.. أو للدقة اليوم.. يمكن القول إن المخطط يسير كما ينبغى.. اتفاق تفاهم وقع بين العدو الإسرائيلى وحماس.. الحرب فى سوريا مشتعلة ويريدون تحويلها بأى وسيلة إلى حرب طائفية.. أما فى مصر.. فكل الضغوط لخوض الحرب ضد الشيعة يقودها الإسلاميون بكل الوسائل وكل الضغوط.. ولا كأنهم يرون من خطر ولا عدو إلا الشيعة!
هنيئًا للأمريكان بالإخوان!!

الجريدة الرسمية