العشماوى: لا خلود لأحكام الشريعة 1
اتخذ المفكر محمد سعيد العشماوى «80عاما».. موقفا عدائيا ضد الإسلام، وزخرت كتاباته ومؤلفاته العديدة بالطعن فيه وفى أحكامه، كما طعن فى الصحابة الكرام، وأنزلهم أسوأ المنازل.
العشماوى - الذى اعتلى منصة القضاء حتى ترأس محكمتى الجنايات وأمن الدولة العليا ـ سخر قى مؤلفاته من أحكام الشريعة الإسلامية، وأسقط حد الردة، وأباح الخمر والربا، وسبّ أبا بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ وقال إنه اغتصب حقوق النبى الكريم، وسبّ عثمان وعليا – رضى الله عنهما – وردّد أكاذيب المستشرقين الغربيين عن الإسلام وادّعى أن الشريعة الإسلامية تأثرت بالقانون الرومانى وقال إن اليهود والنصارى من أهل الجنة.
بدأت كتابات العشماوى الإسلامية بكتابه «أصول الشريعة» العام 1980، ثم كتاب «الربا والفائدة فى الإسلام»، ثم توالت كتبه الأخرى: «الإسلام السياسى» و«جوهر الإسلام» «الخلافة الإسلامية» و«الشريعة الإسلامية والقانون المصرى» «شئون إسلامية» و«معالم الإسلام».
يعد العشماوى - كما ذكر سليمان الخراشى - من دعاة فصل الدين عن الدولة، وتحوى كتبه التشنيع على نظام الحكم الإسلامى، والتهجم على دعاة تطبيق الشريعة، ويزعم العشماوى أنه من المجتهدين قائلا: «أعتقد أنه يوجد الآن تياران إسلاميان وليس واحدا، التيار الأول: عقلى تنويرى، بدأ بمحمد عبده، ويسير فيه بعض المجتهدين من أمثالى…..».
يقول العشماوى: «وكل من آمن بالله إيمانا صحيحا واستقام فى خلقه فهو عند الله «وبلفظ القرآن» مسلم لا خوفٌ عليه ولا حزن: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» ـ سورة البقرة ـ 62:2.
غير أن بعض الفقهاء يرون أن هذه الآية منسوخة بالآية: «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه» ويرتبون على ذلك –وعلى الظن بأن الإسلام مقصور على شريعة محمد عليه الصلاة والسلام- أن أى إيمان بالله لا يؤجر وأى عمل صالح لا يثاب إلا إذا كان فاعله من المؤمنين بدعوة النبى الكريم وبرسالته.
والواقع أن من يرى هذا الرأى إنما يراه وقد غاب عنه المعنى الحقيقى للإسلام، وخفيت عليه خطة الله فى البشر، واضطرب فى ذهنه معنى النسخ فى القرآن.
أسقط العشماوى حد شرب الخمر فى كتابه «الإسلام السياسي»، حيث كتب: «لا توجد أى عقوبة على شربها أو بيعها، لا فى القرآن الكريم ولا فى السنة النبوية». ثم يقول مستدركا على الحكم الشرعى: «إن العقوبات تزيد من عدد الجرائم، ولا تجتث الجريمة أصلا» !! «الإسلام السياسى ـ ص51».
ورأى العشماوى: «إن تطبيق الشريعة يهدف إلى تفتيت وحدة الشعب وإلى إظهار الإسلام بصورة سيئة». ثم قال: «إن الشريعة تعنى الطريق والسبيل، ولا يلزم الأخذ بنصوصها؛ لأن مبنى الشريعة يقوم على الخلق والروحانيات، وللناس أن يطبقوا ما يشاءون».. أى أن قوانين «الأحوال الشخصية» –وهى البقية الباقية من الأحكام الشرعية - تهضم حقوق المرأة، وأن الزواج عقد مدنى لا دينى، وأنه لابد من تقييد الزواج بواحدة..ونكمل غدا.