رئيس التحرير
عصام كامل

«الماء فيه سم قاتل».. تسمم 70 شخصا بالشرقية ومكبرات المساجد تحذر من خطورة المياه.. أهالي المنوفية يعتمدون على المياه المعدنية.. «المجاري» تتسرب لصنابير القليوبية.. وتلف خلايا المخ

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

شهدت محافظات مصر خلال الفترة الأخيرة تسمم العديد من المواطنين بسبب مياه الشرب الملوثة الأمر الذي دفع بعض المواطنين إلى شراء المياه المعدنية.


الشرقية
وشهدت قرية الزاومل التابعة لمركز بلبيس في الشرقية، أمس تسمم 70 حالة من أهالي القرية، وتم نقلهم جميعا إلى المستشفى، فيما رجح سكان القرية أن يكون سبب التسمم هو "مياه الشرب"، ولجأ بعض الأهالي إلى استخدام مكبرات الصوت في أحد المساجد للتحذير من تناول مياه الشرب، كما قام عدد كبير باستخدام صفحات "فيس بوك"، للتحذير من شرب المياه ونشر صور للمصابين.

واقعة أخرى
ولم تكن تلك الواقعة الوحيدة التي حدثت بالشرقية، ففي أبريل 2015، تلقى العميد رجب محمود، مأمور مركز شرطة الإبراهيمية، بلاغا يفيد باستقبال مستشفى الإبراهيمية حالات متنوعة ما بين رجال وسيدات وأطفال، مصابين بنزلات معوية متشابهة وقيء وإسهال.

وأرجع الأهالي السبب إلى مياه الشرب، وتبين أنهم من أماكن متفرقة بمركز الإبراهيمية، فيما بلغ عدد المصابين طبقا لبيان صادر من مديرية الصحة 600 حالة، تماثلوا للشفاء فيما توفيت حالة واحدة فقط.

المنوفية
وفي يونيو من العام الجاري، اشتكى عدد كبير من أهالي أشمون وبركة السبع بمحافظة المنوفية من تلوث المياه وعدم صلاحيتها للشرب، مؤكدين أنهم يعيشون على المياه المعدنية.

وقال أحد أبناء مدينة أشمون، عصام عبد الفتاح، إن "تلوث الماء تسبب في إصابة أهالي القرية بالفشل كلوي "، مضيفًا: “الأهالي يشترون المياه المعدنية لأطفالهم خوفا عليهم من الأمراض".

فيما ذكر أحمد زايد، أحد أبناء قرية الرمل التابعة لقويسنا، إن المياه لونها أصفر غامق وليست صالحة للشرب وتنقطع يوميا 4 ساعات، مؤكدا أنه يقوم بـشراء ٨ جراكن مياه أسبوعيًا لتكفي أسرته بسبب اصفرار لون المياه ووجود رواسب بها، مشيرا إلى "أن المياه مليئة بالشوائب ولا تصلح للشرب وعند ترك كوب من المياه قليلًا ترى الشوائب مترسبة في القاع بشكل يجعلنا لا نعتمد عليها في الشرب نهائيًا، فضلًا عن رائحتها الكريهة، لذلك نلجا لملء جراكن مياه من مشروع الجمعية الشرعية للشرب".

القليوبية
وتأتي ضمن الترتيب محافظة القليوبية، ففي مارس من العام الجاري، كشفت حملة "امسك كرش" النقاب عن مستندات ووثائق رسمية تثبت تورط مسئولين كبار في تسمم مياه الشرب بجميع محطات المياه بمدن القليوبية بداية من بنها حتى مدينة شبرا الخيمة.

وذكرت المستندات التي شملت تحليلات المياه في المعامل المركزية لوزارة الصحة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أن المياه في المدن والقرى المذكورة بالتقرير والبالغة نحو 4 مدن وأكثر من 22 قرية لا تصلح للاستخدام الآدمى علما بأن 50% منها مياه مختلطة بين مياه النيل والجوفية وتؤدى للتسمم ولم تتم لها المعالجة الثلاثية لتنقيتها من الميكروبات والشوائب و50% منها مختلطة بمياه المجارى والصرف الصحى في 80% من قرى محافظة القليوبية.

وأضافت التقارير أن أكثر من 6 ملايين مواطن مصر يقطنون في 22 مدينة وقرية بمحافظة القليوبية يشربون يوميًا من مياه المجارى نصفهم تقريبًا حاصل على تقرير من وزرة الصحة يفيد بأن لديه مرض الفشل الكلوى، فيما قال مسئولو المحافظة: "عملنا اللى علينا ومنتظرين الاعتمادات المالية".

وجاء نص المذكرة التي أرسلتها معامل الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى إلى إدارة الفروع المحطات بالمحافظة "بالإحاطة إلى نتائج العينات غير المطابقة للشرب الآدمى والواردة إلينا من وزارة الصحة نرجو إجراء تطهير إضافي من مياه الصرف الصحى وإخبارنا بذلك خلال أسبوع، حتى يتسنى لنا رفع عينة بعد الغسيل والرد على وزارة الصحة".

سوهاج
وفي يوليو2015، استغاث أهالي محافظة سوهاج من تلوث مياه الشرب بما تحمله من شوائب ونسبة مرتفعة من الكلور، أدت إلى تسمم العشرات في أكثر من محطة مياه شرب، في الوقت الذي تجوب قوافل شركة مياه الشرب بسوهاج المدن والقري والنجوع، للتحذير من خطورة الفلاتر المنزلية، والطلمبات الحبشية.

وقال محمود عبدالراضي بطما، إن المياه ملوثة، وغير صالحة للاستخدام الآدمي وزيادة نسبة الأملاح والشوائب، مما أصاب العديد من المواطنين بمرض الفشل الكلوي، وأضاف فتحي على من العتامنة أن قرية العتامنة وبعض القرى أصيب أهلها بتسمم بسبب زيادة نسبة الكلور، منوها إلى أن الديدان كانت تهاجم الأهالي من الحنفيات.

أما في قرية "عمارة" بطهطا، فالأهالي يعتمدون على شراء جركن المياه بجنيه، ونصف ويحتوى على نحو 20 لترا، واعتمد شباب القرية على أنفسهم لمحاولة التغلب على مشكلة مياه الشرب فكونوا رابطة وخصصوا موقعًا على "فيس بوك" للتواصل، وحل مشكلة قراهم.

فيما كشفت إحدى الدرسات العلمية التي أجراها المركز القومي للبحوث ومركز السموم حول خطورة تلوث المياه، عن أن تفاعل الكلور المستخدم مع الماء يؤدي إلى ظهور طفيل "الكريبو سبورنيوم"، والذي يسبب الإصابة بالنزلات المعوية الحادة، وإذا وصل هذا إلى المخ عن طريق الدم فقد يؤدي إلى تلف خلايا المخ ويتسبب في الوفاة، كما تساهم زيادة ارتفاع نسبة الأملاح إلى الإصابة بهشاشة العظام.
الجريدة الرسمية