الإخوان والصهيونية
وأنا أقرأ كتاب "الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ" للدكتور عبد الوهاب المسيري -رحمه الله- وجدته يتحدث عن الصهيونية كحركة دينية سياسية شاذة ﻻ يمكن تكرارها، وقال: إنها حركة شاذة للأسباب الآتية: إنها لم تكن حركة شعب، ولكنها حركة أرادت إنشاء شعب وتجميعه في دولة واحدة تتسيد به العالم، وما ذلك إﻻ لأنها تعتقد أن هذا الشعب هو صاحب النقاء العقائدي، وأنه ما وصل إلى هذا النقاء الذي يعلو البشر ويستعلي عليهم إﻻ لأنهم شعب الله المختار.
ويستمر المسيري في شرحه لشذوذ الصهيونية كحركة دينية سياسية عنصرية ﻻ يمكن أن تتكرر بقوله: إنها حركة نشأت بين الطبقة المتوسطة من يهود أوروبا، ولكنها لم تكن حركة شعب ابتغت تحقيق طموحات الدول التي تعيش فيها، ولكنها أرادت تحقيق أهدافها الذاتية، فهي بذلك حركة أنشأت شعبا، وليست شعبا أنشأ حركة تحقق طموحاته.
وأن لها تنظيمًا دوليًا ينظم أمورها على مستوى العالم، وتعتمد على تمويل خارجي، فهو إذن نموذج ممول طفيلي... وأنها أنشأت لنفسها ميليشيات مسلحة لتساعدها على إنشاء الدولة فكانت عصابات الهجانة !.. وقد أطلق عليها المسيري "عصابات الصهاينة الإرهابية" وهي عصابات سبقت إنشاء الجيش الإسرائيلي.
وأنها عندما كانت في أوروبا لم تكن تستمد ثقافتها من المجتمعات التي تعيش فيها، ولكنها كانت منغلقة على ذاتها تعيش في دائرة مغلقة كل علاقاتها الاجتماعية ذاتية منفصلة عن مجتمع الدولة نفسه.
وقال المسيري: لذلك فإن هذا النموذج سينهار حتميا، لأنه ضد حركة التاريخ.. فهل كان رأي المسيري صائبا حين قال إن هذا النموذج ﻻ يمكن تكراره؟ وما رأيكم هل كانت هناك محاوﻻت لتكرار هذا النموذج بين المسلمين؟ أظن أن الإجابة على هذا السؤال قد باتت معروفة للكافة عندما عرف الناس حقيقة جماعة الإخوان وتوابعها.