رئيس التحرير
عصام كامل

أمراض الإعلام


لم أتردد في لقاء الرئيس "السيسي" مع المثقفين الذي عقد في قصر الاتحادية منذ فترة، أن أقول له في كلمتي التي افتتح بها الاجتماع "الإعلام المصري مريض والدولة متخاذلة"!


وكنت أقصد على وجه التحديد أن برامج ما يطلق عليها "التوك شو" أصبحت -بحكم غوغائية بعض مقدميها والنقص الحاد في ثقافتهم- أداة لتخريب العقل المصري المعاصر!

ويتم ذلك عن طريق تضخيم توافه الأمور والجري وراء الشائعات وافتعال المعارك، وأحيانا يتم "التلاسن" علنًا بين بعضهم البعض حيث يتم تهديد أحدهم يكشف أسرار فساده!

نوع من العبث الإعلامي يدل على استقالة العقل الإعلامي الرشيد الذي يقوم أساسًا على الموضوعية والتدقيق الشديد في الأخبار واللجوء إلى خبراء حقيقيين وليسوا مزيفين لطرح اجتهاداتهم الموضوعية، والمشكلة تبدو في أن رجال الأعمال هم أصحاب القنوات التليفزيونية الخاصة، وقد لجأوا – حتى يقوم مقدمو البرامج على "التخديم" على مصالحهم السياسية والاقتصادية إلى إعطاء أجور بالملايين لمقدمي هذه البرامج.

من هنا نشأ سوق إعلامي للمزايدة بين مقدمي البرامج لجذب الانتباه وزيادة نسبة المشاهدة التي أصبحت إحدى الوسائل المعتادة لإقبال المعلنين.

وفى هذا السوق الإعلامي شهدنا عجبًا! أحد مقدمي البرامج لا يتوقف عن طرح المشكلات بأسلوب غوغائي، والآخر يصبح ويصرخ، أما الثالث فقد حول برنامجه إلى سيرك حقيقي لأنه قرر أن يلبس لكل حالة لبوسها فهو يرتدي ملابس تعبر عن الحدث الذي سيتحدث عنه مهما كان تافهًا!

تحول الإعلام إلى سوق فوضوية، فإذا أضفت إلى ذلك أن بعض الصحف الخاصة تعطي مساحات شاسعة لأنصار جماعة الإخوان المسلمين لتشويه الإنجازات التي يحققها الرئيس "السيسي" لأدركت أن الإعلام المريض إنما أصبحت وظيفته- للأسف الشديد- تشويه وعى المواطنين.

مطلوب سياسة إعلامية جديدة لا تقف دون حرية التفكير وحرية التعبير، وإنما تراعي الموضوعية والمصلحة الوطنية.
الجريدة الرسمية