فنزويلا بعد البرازيل..أمريكا تعود للانقلابات العسكرية!
لم يكد العالم يستوعب الانقلاب الناعم الذي جري في البرازيل، وأطاح بالرئيسة "روسيف" التي لعبت دورا مهما في نهضة أكبر دول أمريكا اللاتينية حتى بثت وكالات الأنباء نبأ صغيرا قادما من كاركاس عاصمة فنزويلا، تعلن فيه الحكومة الفنزويليه إحباط انقلاب مسلح ضد الرئيس "مادورو" خليفة الزعيم الفنزويلي الراحل هوجو شافيز!
الانقلاب على "روسيف" تم من أحزاب اليمين المرتبطة بمصالح مباشرة مع مركز العالم الرأسمالي في الولايات المتحدة، ويبدو للعالم أن استبعاد الرئيس شرعي وقانوني، وقد أخطأت عندما لم "تستطع تأمين" برلمانها !! بينما الانقلاب المعلن عنه مساء أمس وبمعلومات محدودة يؤكد أن أسلحة بكميات كبيرة تم ضبطها وأن أعدادا كبيرة من المسلحين ألقي القبض عليهم، وهم في قبضة قوات الشرطة وان "كراكاس" العاصمة نجت من مذبحة كبري!
نلاحظ أن من أعلن عن المؤامرة هو وزير الداخلية، وهو ما يؤكد أن الانقلابيين تعرضوا لإجراءات استباقية لم تصل إلى حالة الاشتباكات المسلحة، كما أنه أعلن عنها في اليوم التالي لانتهاء مظاهرات أحزاب اليمين أيضا، وبالتالي نفهم أن إعلانها لا يعني ترهيبا ولا إرهابا لهذه الأحزاب، خصوصا أن "نستور ريفيرول" وزير الداخلية قال " إننا أحبطنا هذا الأسبوع "ولم يقل" أحبطنا اليوم" وهذا يؤكد الثقة التي تتعامل بها الحكومة هناك ويؤكد أنه لا علاقة للتصريحات بأي تظاهرات قادمة!
الاستنتاج النهائي أن محاولات استرداد أمريكا للقارة الجنوبية مستمرة، بعد أن وصلت الأحزاب الاشتراكية للسلطة في اغلب دول أمريكا الجنوبية، وهي الأحزاب التي استقلت ببلادها عن التبعية للولايات المتحدة، واستردت قرارها واستقلالها وبالتالي توقف النهب المنظم للشركات الأمريكية العابرة للقارات، والتي تتحكم أصلا في القرار السياسي الأمريكي وجميعنا يعرف حتى لو كان متأخرا أن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي في العدوان على العراق كان شريكا كبيرا في شركات عملاقة تتعامل في البترول والسلاح!
أمريكا عادت لألاعيبها القذرة..ولعملياتها السريه..والتي كانت في عصور سابقه تقتل فيها زعماء يتحررون من هيمنتها أو تنقلب عليهم وهي الآن تستخدم لكل دولة الوسيلة الأنسب لظروفها..ويدعمها منظمات صهيونية أغضبها الانحياز الكامل لدول أمريكا اللاتينية للحقوق العربية في الشرق الأوسط وإدانتها الكاملة للعدو الإسرائيلي وسياساته..و اعتقادنا أن ذلك ليس إلا "تسخين" أمريكي سيتصاعد ليصل إلى دول أخرى في أمريكا الجنوبية بل والي مناطق أخرى -مناطق أخرى -من العالم!