رئيس التحرير
عصام كامل

عائلات حكمت الفيوم.. «تقرير»

فيتو

تدار محافظة الفيوم منذ عام 1919 من قبل عائلة "الباسل"، التي تنتمي إلى حمد باشا الباسل، رفيق سعد زغلول في المنفى، والمساند الأول للثورة الليبية، والزعيم عمر المختار.


 كان حمد باشا يشارك في التحكيم بين القبائل المتنازعة في جميع الأقطار العربية، وكانت كلمته مسموعة لدى كل زعماء وشيوخ العربان في الغرب والشرق العربي.

 رافق سعد زغلول، وساند عمر المختار في أثناء جهاده ضد القوات الإيطالية، وأمده بالمال والخيل والعتاد، وفي أثناء محاكمة الاحتلال الإنجليزي له قال قولته الشهيرة: "لكم أن تحاكمونا، تطير رأسي وتحيا مصر".

 وبعد ثورة 1952 دخلت عائلات أخرى إلى الساحة السياسية بالفيوم، منها عائلتا "أبو طالب" بطامية، و"والي" بأبشواي، وسيطرتا على تشكيلات المجالس النيابية بداية من الاتحاد الاشتراكي، مرورًا بالمنابر الثلاث مع بداية التعددية الحزبية، ثم انتهاء بالحزب الوطني مع التجربة الثانية للأحزاب في مصر.

 وأبرز من ظهر من العائلتين الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب الأسبق، الذي حكم مصر في الفترة الانتقالية بين اغتيال السادات وتولي مبارك، والدكتور يوسف والي الذي سيطر على مقاليد الحكم في الحزب الوطني بعد توليه منصب الأمين العام للحزب، والفرق بين "والي" و"أبو طالب" كبير، فقد استطاع "أبو طالب" أن يزرع رجال عائلته في كل المناصب الحساسة في الدولة "شرطة، جيش، قضاء، الجهاز المركزي للمحاسبات"، أما يوسف والي فلم يعبأ بمن يخلفه، ولم يهتم إلا بمصالح الفيوم، ولذلك خرجت عائلة "والي" بعده خالية الوفاض.

 كان بجوار عائلتي "والي" و"أبو طالب" تتألف المجالس المحلية ونواب مجلس الشعب من مجموعة من العائلات لم يكن بمقدور أحد أن يغيرهم لانتمائهم جميعًا للحزب الوطني، ولم تكن هناك انتخابات بالشكل المعروف، لكنها كانت عمليات تزوير ممنهجة للسيطرة على المجالس المحلية والنيابية في الفيوم، ولم تكن تخرج عن عائلات "أبو السعود" بمركز الفيوم، حتى أتاه محمد الخولي لتدخل عائلة "الخولي" في شراكة مع أبو السعود، ومعهم عائلتا "سلطان" و"صالح".

 وفي مركز طامية كانت السيطرة لعائلة "أبو طالب" وتشاركها عائلة "الجمَّال"، وفي مركز سنورس، كانت "الباسل" مسيطرة بمشاركة "المليجي"، وفي أبشواي كانت عائلة "الخولي" تتحكم في المركز بمشاركة أصهارهم عائلة "الشاذلي".

 وفي مركز سنورس كانت تسيطر عائلتا "طنطاوي" و"عليوة" على مقاليد الأمور، وظلت الفيوم هكذا حتى ثورة يناير 2011، وبدأت عائلات تظهر في الأفق أو تكون هي المتحكمة بعد أن كانت تلعب دورًا ثانويًا قبل الثورة.

 ففي مركز الفيوم أصبحت عائلتا "سلطان" و"الخولي" هما المتحكمتان في المركز، وخفتت أضواء باقي العائلات، خاصة "أبو السعود" بعد هزيمة ممثلهم عمرو نبيل أبو السعود في انتخابات البرلمان التكميلية أمام عبير الخولي زوجة الراحل محمد مصطفى الخولي.

 وفي مركز إطسا اختفت عائلة "الباسل" ذات التاريخ الممتد لعشرات السنين لتظهر عائلة "أبو جليل" و"سلومة"، وتلعب عائلة "المليجي" دورًا مساعدًا.

 وفي مركز طامية ظهر أشخاص جدد أبرزهم لواء أمن الدولة السابق أحمد عبد التواب، والنائب محسن أبو سمنة، وفي مركز سنورس سيطر منجود الهواري لتعود عائلة "الهواري" إلى الصدارة بعد اختفاء دام عشرات السنوات في فترة سيطرة "عليوة" و"طنطاوي".

 يذكر أن عائلات الفيوم ساهمت في كتابة التاريخ الوطني والنضالي لمصر، ومنهم عائلات "الروبي"، و"الزاوي"، و"دلّة"، و"أبوالسعود"، و"علي صالح".. وفي سنورس، عائلات "عليوة"، و"الهواري"، و"دكم"، و"حناوي"، و"علي بياض"، و"الشاهد"، و"الصاوي"، و"رحيل".. وفي أبشواي "مؤمن"، و"خضر"، و"والي"، و"الجارحي"، و"الشيمي"، و"هويدي"، و"غيث".. وفى مركز إطسا تعيش قبائل عربان المغاربة، ومن أشهرهم قبيلة "الرماح" التي ينتمى إليها آل الباسل وآل أبوجليل، وغيرهما من العائلات البدوية الموزعة في قرى المركز، ومركز فيه وجود للقبائل العربية والعائلات والفلاحين، ومنه أسر عديدة لها حضورها السياسي، بداية من مجلس شورى القوانين، وحتى مجلس الشعب، ومن عائلاتها، "أبوطالب" و"الجمال".
الجريدة الرسمية