رئيس التحرير
عصام كامل

«أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب».. الأوقاف تجبر المصلين على دفع فواتير الكهرباء.. 5 جنيهات مقابل الصلاة في مسجد بالبحيرة.. «كهرباء الإسماعيلية» تطالب المصلين بسداد فواتير «

فيتو

"أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب" هذا المثل هو لسان حال الأهالي تجاه وزارة الأوقاف، ففي الشهر الماضي، سادت حالة من الجدل بين أبناء الشعب بسبب الأنباء التي ترددت حول نية الوزارة التخلي عن دفع فواتير الكهرباء والمياه الخاصة بالمساجد، وتحميل الأهالي سداد هذه الفواتير، الأمر الذي نفته الوزارة أكثر من مرة، إلا أنه من الواضح أن القرار تم تطبيقه بالفعل في بعض المساجد مخالفا بذلك صحة ما تم نفيه.


ففي 23 أغسطس الماضي، أعلن وزير الأوقاف تحديه لأي شخص يثبت تحمل الأهالي في أي محافظة من محافظات الجمهورية لمصروفات المياه والكهرباء بالمساجد، أو مطالبتهم بذلك أو حتى توقف الوزارة عنه.

كما شدد على أن تحمُّل دفع فواتير الكهرباء والمياه بالمساجد ليست مسئولية الأهالي، وإنما الدولة، إذ يوجد بند في الموازنة للكهرباء والمياه، ومن ثم فمن غير المنطقي أن يُلزم الأهالي بها.

وزارة المالية
وفي 17 أغسطس أكدت ميرفت شرف الدين، رئيس قطاع الخدمات المركزية بوزارة الأوقاف، أن الوزارة وجميع مديرياتها تقوم بسداد مستحقات الكهرباء والمياه لجميع المساجد التابعة لها من خلال الميزانيات المتاحة من وزارة المالية المخصصة لذلك.

وأضافت في بيان صحفى، الوزارة لم تطلب من الأهالي سداد فواتير المياه والكهرباء عن أي مسجد كانت تقوم بسداد فواتيره في السابق، مؤكدة أنه لم يطرأ أي جديد على نظام سداد الوزارة لمستحقات الكهرباء والمياه الخاصة بالمساجد، وأشارت إلى أنه تم التنسيق مع وزارة الكهرباء لتركيب عدادات مسبقة الدفع، لجميع الملحقات والسكن الإدارى بالمساجد حتى لا تتحمل الوزارة فاتورة استهلاك المستفيدين من هذا السكن.

مسجد بالبحيرة
وفي محافظة البحيرة، رفعت شرطة الكهرباء عداد مسجد الحاج محمود إبراهيم مراد بشارع الحدادين في مدينة المحمودية التابعة لمحافظة البحيرة، واستبدلت به آخر "بنظام الشحن بالكارت"، وطالبت الأوقاف الأهالي بجمع تكاليف الشحن أو غلق المسجد.

وانتقلت عدسة «فيتو» إلى المسجد، والتقت محمد إبراهيم عضو إدارة تعمير المسجد، وأوضح أن المسجد مهدد بالإغلاق إذا لم يدفع المصلون تكاليف شحن العداد الجديد.

وأكد إبراهيم في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه تم التهديد بإغلاق المسجد في حالة عدم إضاءته على حساب المصلين، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيتسبب في انصراف المصلين عن الصلاة بالمساجد بعد أن وضع شرط الدفع مقابل الصلاة، قائلًا: "عشان المواطن يعبد ربنا في بيته يدفع 5 جنيه يتم جمعها حتى يتم شحن الكارت".

وقال "إبراهيم" إن هذا الإجراء يعيدنا إلى العصور القديمة، حيث يضطر المؤذن إلى الصعود فوق سطح المسجد ليؤذن لعدم وجود تيار كهربائي.


مسجد العباسي
ولم يكن مسجد البحيرة الوحيد الذي طالب المواطنين بدفع فواتير الكهرباء، ففي 20 أبريل من العام الجاري، قامت إدارة الكهرباء بالإسماعيلية "وابور النور"، برفع عداد الكهرباء الخاص بمسجد العباسي، وتركيب عداد آخر يعمل بنظام "كارت الشحن"، وذلك بناء على تعليمات من مديرية أوقاف الإسماعيلية.

منع تركيب العدادات
وحينما حاولت إدارة المسجد، منع تركيب العداد، قالت إدارة الكهرباء إنها تعليمات من وزير الكهرباء بالاتفاق مع وزير الأوقاف، وبالفعل تم تركيب العداد وتم وضع كارت شحن فيه بمبلغ 209 جنيهات، على أن يتم شحنه لاحقا بشراء الكارت من " وابور النور"، من خلال صندوق تبرعات المصلين والممول الوحيد للمسجد.

وتحملت إدارة المسجد منذ أبريل الماضي عبء الاستهلاك الكهربائي للمسجد والذي وصل في شهر رمضان الكريم ما يقرب من 4500 جنيه وبواقع 3000 جنيه شهريا، لهذا قامت في سبيل حل الأزمة بإرسال 3 شكاوى لكل من محافظ الإسماعيلية ورئيس شركة توزيع كهرباء القناة، وكذلك وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية، لإخبارهم بردود أفعال المصلين الغاضبة من جراء القرار، ولكن لم يتحرك أحد وبقي الوضع على ما هو عليه من تجاهل للشكاوى وتعمد إجبار المصلين على سداد فواتير الكهرباء.
الجريدة الرسمية