رئيس التحرير
عصام كامل

السلفي والإخوانجي وشوشو اللي مَشْيَها بَطَّال


واقعة رفض اللاعب المصري إسلام الشهابي مصافحة منافسه الإسرائيلي الذي رَزَعَه مقلب حرامية انتهى بهزيمته بلمس القفا.. كان من الممكن أن تمر مرور الكرام أو غير الكرام، لا سيما بعد تصريحات وزير الخارجية العاطفية تجاه الجارة إسرائيل والحديث المتجدد عن السلام الدافئ.


غير أن الشهابي أبى أن يمر الموضوع بعد أن كدنا ننساه، وأدلى بتبرير قَصَدَ منه أن يكَحِّلها فأعماها.. قال أنا مش إخوان أنا سلفي ومتعاطف مع القضية.. الشهابي لبس في الحائط ومعه فصيل السلفيين السياسي والدعوي، وأعاد إلى الأذهان ــ من ظاهر التصريح ــ فتاواهم بتحريم مصافحة أهل الكتاب وأولهم الإخوة النصارى..هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى جعل الفأر يداعب صدر النظام حول موقف السلفيين السياسي والشرعي من التطبيع الذي تجتهد الدولة لوضعه في سطر متقدم على أجندتها.
أما وأن الموقف هكذا، فقد كان الأحرى "بالحاء" بالشهابي أن يمتنع عن اللعب أمام الإسرائيلي والحجج على قفا من يشيل كما يقول المصريون، بدلا من ظهوره كما لو كان كلسونا وفانلة بحمالة واحدة! كلام الكابتن يقودنا إلى الخلاصة وهي أن المنافس الإسرائيلي لعب بلباس الرياضة، في حين لعب الشهابي السلفي بلباس التقوى.

لقد دفعني خوف الشهابي من اتهامه بالأخونة إلى استدعاء حكاية دارت وقائعها إبان مواجهات الأمن مع الجماعات الجهادية المسلحة في تسعينيات القرن الماضي.. وقتها اُلْقِيَ القبض على مجموعة من الشباب والمراهقين مطلقو اللحَى خلال مباراة للكرة الخماسية بساحة المعهد الديني بإحدى مدن الشرقية، من بينهم رجل طعمجي في أواخر الثلاثينات يعشق الكرة، ويفرض نفسه عليهم بالقوة.. في التحقيقات علم أن الاتهام الموجه إليهم، هو الانتماء إلى جماعات دينية مسلحة، ووجودهم بالمعهد الديني كان تَجَمُّعًا تنظيميًا وتدريبيًا.

في أول جلسة تحقيق معه، واجهه وكيل النيابة باتهام الانضمام لجماعات إسلامية، فقال الرجل وهو ليس بالكذوب: ياباشا أنا راجل بايظ وباضرب مخدرات ومَيَّة "أي خمرة".. ومبَلْبَعاتي وفلاتي وماباركعهاش، وماليش دعوة بالعيال السُّنِّية ولاد "دي....!" فكتبت له النجاة وضحك وكيل النيابة وأمر بإخلاء سبيله.

مبادرة الشهابي لإبعاد شبهة الانتماء للإخوان، جعلته كمن ألقى بالحشيش في حِجر السلفيين، وفي ظنِّي أنها أزمة حقيقية في الوسط السلفي الآن، وأعني موقفهم من التطبيع، ولعلك تلاحظ أنهم لا يقتربون ــ مجرد الاقتراب ــ من قضية التطبيع.

اسمحوا لي أختم بنكتة أراها تلامس موقف الكابتن الشهابي.. تقول النكتة إن المباحث قبضت على رجل "مسجل خطر".. دخل على أمين الشرطة، الأمين قال له: هو أنت أخو شوشو اللى مَشْيَها بَطَّال؟ غضب الرجل ورد باحتجاج: إيه ياحضرة الأمين، أنا مش أخو اللى بتقول عليها دي.

ثم دخل على رئيس المباحث الذي تطلع إليه وسأله: مش انت أخو شوشو اللى مشيها بَطَّال؟ اشتد غضب الرجل ورد بحدة: لا ياباشا، أنا مش أخو شوشو اللى بتقول عليها ولا أعرفها.

اقتادوه إلى مأمور القسم فتطلع إليه بدوره وسأله: مش انت ياجدع أخو شوشو اللى مشيها بطال؟ رد الرجل بصوت عال وغضب أشد: إيه يافندم الكلام الفارغ ده، لأ طبعًا أنا مش أخو البنت دي، وبعدين أنا ماليش أخوات بنات.

ثم وصل إلى مدير الأمن.. تطلع إليه مدير الأمن طويلًا ثم سأله: مش انت بتاع الإخوان ياجدع انت؟ رد الرجل بسرعة وحَسْم: لا يا باشا.. أنا أخو شوشو اللى مشيها بَطَّال.
الجريدة الرسمية