رئيس التحرير
عصام كامل

مسئولون بـ«الثقافة» يكشفون ثمار اتفاقية دار الكتب ومعهد المخطوطات

حلمي النمنم وزير
حلمي النمنم وزير الثقافة

لم تتوان سهام الانتقاد التي أصابت وزارة الثقافة المصرية وخاصة دار الكتب والوثائق القومية فور الإعلان عن توقيع اتفاقية تجمع بين دار الكتب ومعهد المخطوطات العربية بالقاهرة التابع لجامعة الدول العربية، والتي تنص بحسب ما أعلنه الجانبان على التبادل الثقافي الخاص بمستنسخات المخطوطات، حاملة اتهامات واضحة تخص ما أسماه البعض تعاون لتهريب الوثائق القومية المصرية يقف وراءه مصالح شخصية من القائمين على هذا الاتفاق.



في هذا الإطار تحدث «فيتو» للقائمين على مذكرة التعاون التي تم التوقيع عليها امس بمكتب وزير الثقافة حلمى النمنم، للوقوف على ما تضمنته الاتفاقية من بنود.


في هذا الشأن، قال الدكتور شريف شاهين رئيس دار الكتب والوثائق القومية، إن الهجوم الواقع على الدار بسبب مذكرة التفاهم مع معهد المخطوطات العربية ليس له محل من الاعراب وانما ينم عن تداخل وخلط في المفاهيم المتعلقة ببنود تلك المذكرة، والتي تنص على تبادل المخطوطات فقط ولا علاقة لها بالوثائق.


وأوضح الفارق بين المخطوط والوثيقة، قائلا "إن المخطوط يتمثل في الكتاب الذي خط باليد قبل مرحلة الطباعة في أية من المجالات المختلفة، وليس له صلة بأمن الوطن كما أنه لايرتبط بأى من الوثائق الرسمية، مؤكدا أن ما تنص عليه مذكرة التفاهم يتعلق في لا مقام الأول بالمستنسخات، بينما الأصول ملك المؤسسة ولا يستطيع أحد نقل مخطوطة أصلية واحدة من مكان لآخر.


كما أوضح شاهين الدافع التي تقف وراء توقيع هذه الاتفاقية والتي تتمثل في عدم وجود قاعدة بيانات كاملة للمخطوطات العربية على مستوى العالم، وما لدينا هو نتاج مجهودات شخصية، مؤكدا أن تعاون المعهد مع الدار من خلال إنشاء فهرس كامل يعتمد على قاعدة البيانات فهرسة تفصيلية للمخطوط يعد إنجاز في حد ذاته.


وأشار إلى جوانب الاستفادة لكا الطرفين قائلا إن المعهد يحق له الإعلان عن دبلوم في علوم المخطوط وهذا ما لا يحق لدار الكتب، فهذا الدبلوم سيستفيد منه العاملون بقسم الخطوطات والبرديات لرفع القدرات المهنية والفكرية للعاملين، بجانب منح من المعهد سيتقدم إلى الدار، فيما سيستفيد المعهد من ستغلال أكبر معمل للترميم في الشرق الأوسط يتواجد بالدار، فضلا عن تحقيق التراث لتسهيل المهمة على الباحثين.


ومن جانبه، قال الدكتور فيصل الحفيان، رئيس معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، "إن مذكرة التفاهم الموقع عليها من قبل المعهد ودار الكتب والوثائق المصرية تتضمن مجال المخطوطات وما يتعلق بالإنتاج الفكري والعلمي الخاص بالعرب والمسلمين"، نافيًا ما تردد حول دخول الوثائق ضمن هذه المذكرة.


وأضاف أن الهدف من هذه الاتفاقية هو خلق وعي في التعامل مع الإرث التاريخي العربي الكبير، من خلال بناء شراكة حقيقة بين الجهتين تهتم بالعمل التراثي، مردفًا أن معهد المخطوطات بصفته الجهاز القومي المتخصص في خدمة التراث العربي، لديه آفاق واسعة في مجال الحفاظ على الموروث الحضاري العربي.


وأكمل فيصل أن العلاقة بين المعهد ودار الكتب المصرية تعود للنصف الثاني من القرن الماضي، لكنها تأثرت بشكل كبير بالظروف العامة التي يمر بها الوطن العربي، مضيفا أن مذكرة التفاهم التي وقع عليها الجانبان ستخدم في المقام الأول الحفاظ على التراث من خلال شراكات حقيقة بين المؤسسات المختصة، كما أنها ستحاول إصلاح ما أفسدته السياسة التي دائما ما تظلم الثقافة على طول الخط على حد وصفه.


وأشار إلى أن ما تضمنته الاتفاقية من خطوط عريضة تتعلق بمجال إصدار فهارس المخطوطات، بحيث يساهم معهد المخطوطات العربية مساهمة علمية وفنية في إصدارت متميزة من فهارس مخطوطات دار الكتب، فضلًا عن توفير منح دراسية لباحثي دار الكتب، على أن تقبل دار الكتب استقبال الطلبة المنتسبين لمعهد المخطوطات، للتدريب لدى الدار في مجالات الفهرسة والترميم وتحقيق النصوص.


وأضاف فيصل، أن المعهد يحتاج من دار الكتب إلى استخدام معاملها المهمة في الترميم والرقمنة والاطلاع على المخطوطات الاصلية، بالمقابل ستستفيد الدار من خبرات المعهد الدفينة في مجالات التأسيس والنشر بالإضافة إلى المنح التي سيقدمها للعاملين بالدار لرفع قدرتهم في التعامل مع المخطوطات.


كما أكد في نهاية حديثه وجود مخطط واضح لتفتيت الأواصل العربية بين الشعوب وبعضها البعض، موضحًا أن الحل يمكن في تنمية الوعي تجاه ثقافة وتراث هذه الامة، كما يجب على الجميع معرفة أن بالرغم من الحدود التي تفصل دولنا العربية عن بعضها، إلا أن هناك حضارة وثقافة ولغة مشتركة هي أقوي من أن تبدد وتستنزف، ويبقي على العرب الحفاظ عليها.


ومن ناحيته يقول الدكتور رؤوف هلال رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب والوثائق القومية، إن مذكرة التفاهم بين الدار ومعهد المخطوطات العربية بالقاهرة قد تأخر توقيعها كثيرا، فالتراث العربي يحتاج لتكاتف كل الجهات المختصة لرعايته والحفاظ عليه.


وأضاف هلال أن معهد المخطوطات يسعي جاهدا لجمع وحصر جميع المخطواطات على المستوي العربي، ويعد ذلك إضافة كبيرة لدار الكتب خاصة في مجال الفهارس، والتي تسعى بدورها لخوض مهمة خاصة تتعلق برقمة التراث العربي متمثل في المخطوطات العربية بشكل عام.

الجريدة الرسمية