بالفيديو.. قوانين الذبح في الشريعة اليهودية.. استخدام سكين حاد «غير مخدوش».. فحص الحيوان من الأمراض بعد النحر.. فصل اللبن عن اللحم لمنع الأكل مع الوثنيين.. التضحية بالحمام واليمام «حرام
تضع اليهودية قوانين يجب على اتباعها والالتزام بها أثناء الذبح حتى يكون طعام الذبيحة "كاشير" أي "حلال"، لذا يقتصر الذبح على الشخص الذي تلقى تعليما في الشريعة.
سكين حاد
ويبدأ الذبح بقطع الحنجرة والأوردة والشرايين والقصبة الهوائية بحركة واحدة متواصلة ودون الضغط إلى الأسفل بحيث يكون من الناحية الأمامية للرقبة وليس من أحد الجانبين، وذلك باستعمال سكين حاد جدا لا تكون فيه أي خدشة.
ويقول الكاتب الإسرائيلي، روبن فايرستون، في كتابه "ذرية إبراهيم" إن الذبح بالطريقة المذكورة يسيل الدم بسرعة من الرأس واللحم معا ويجعل الذبيحة تفقد الوعي مباشرة. وبعد الذبح يتم فحص الحيوان من الأمراض والأعضاء المتضررة، ولا يؤكل الحيوان إذا وجدت فيه أمراض أو عيوب.
فصل اللبن عن اللحم
كما يقول في كتابه إنه ورد في ثلاثة مقاطع من التوراة أن "لا تطبخوا جديا بلبن أمه"، كما جاء في سفري الخروج والتثنية، وفسر الحاخامات هذا الأمر بأنه يدل على ثلاثة موانع: أكل اللحم ومشتقات الحليب مع بعض، طبخها مع بعض، أو خلط أجزاء منها معا. وعلى الذي تناول طعاما من اللحم أن ينتظر عددا من الساعات قبل تناول مشتقات الحليب.
وبالإضافة إلى هذا لا بد من استعمال أوانٍ مختلفة لكل من اللحم ومشتقات الحليب اذ إن البيت المبارك (كاشير) توجد فيه مجموعتان من الصحون، وآنية المائدة الفضية، وأواني الطبخ.
ويوضح أنه لم تقدم الأسباب الحقيقية لورود مثل هذا النوع المعقد لقوانين الطعام في التوراة، ولقد اقترح عددا من التفسيرات ومنها أن العناية بطرق الذبح واختيار الأطعمة مفيدة للصحة وتحد من إمكانية التعفن والمرض.
ويرى إسرائيليون آخرون أن هذه الشروط والقوانين المعقدة استهدفت ما يشبه استحالة اليهود تناول الأكل مع الشعوب الأخرى في الأزمنة القديمة، وبالتالي فإنها حالت دون اختلاطهم مع الوثنيين بكل حرية.
ذبح الـ "كفارات"
وهناك طقوس ذبح متعلقة بعيد الغفران "يوم كيبوريم"، الذي يظن اليهود أن بمقدورهم الاغتسال فيه من كل أخطائهم طوال العام نهائيا بالصلاة والصيام والامتناع عن متع الحياة على اختلافها، والطقس الأبرز في ذلك اليوم هو طقس "كفارات"، الذي يتم فيه التكفير عن طريق ذبح الدجاج.
ويرى الحاخامات أنه إذا صعب الحصول على الديك والدجاجة، فيجوز التعويض بالسمك الحي، ويشترط فيه أن يكون حيا، وكذلك يجوز التعويض بالأوز، ولا يجوز التضحية بالحمام واليمام، والسبب في ذلك كما يقولون، إنه لا يجوز التضحية بحيوان كان يضحى به أيام وجود الهيكل، فالحمام واليمام والماعز والغنم حيوانات كان يضحى بها وقتئذٍ.
أما الدجاج فلم يكن يقدم كأضحية، ولذلك اتفق على التضحية به، وبعض الحاخامات يفضلون استعمال المال على الدجاج، بعد أن يدار به حول الرأس يتصدق به على الفقراء، وهو ما يفعله الكثير من اليهود هذه الأيام، بل إنه في بعض الأقليات اليهودية لا يستعمل الدجاج بل المال هو المستعمل.
ويتوجب على اليهودي أن يمسك بدجاجة ويلوح بجسدها فوق رأسه، ويصيح: "هذه كفّارتي"، وبعد هذا يتم ذبح الدجاجة فورا، أما الأسماك والجراد لا تحتاج للذبح ويجوز قتلها بكل الوسائل، لكن يمنع تناولها حية.
علامة الدم
ويؤكد الدكتور سامي الإمام أستاذ الديانة اليهودية في جامعة الأزهر أن هناك موروثات يهودية قديمة يتبعها المسلمون خلال الأضحية مثل علامة الدم، ويدلل على ذلك بما جاء في التوراة في سفر الخروج، موضحًا أنه وفقًا لليهود: "كان الرب قد قرر إنزال عشر ضربات بالمصريين، في زمن موسى عليه السلام، حين لم يمتثل فرعون لأوامر الرب بتحرير بني إسرائيل من العبودية. وكان من بين ضربات العقاب قتل كل بكر ذكر من أبناء المصريين. أصابت الضربة، بحسب التوراة، جميع البكور الكبير منهم والصغير، الذكر والأنثى، بكر الإنسان وبكر الحيوان. ولم يرد ذكر عن بكور الطيور.
وكان من الضروري أن يضع بنو إسرائيل علامة على عتبة أبواب بيوتهم العليا حتى يجتازهم الرب حين يمرّ على الدور لقتل البكور، ولكي يميز بين بيوت المصريين وبيوت بني إسرائيل! فأمر الرب كل بيت من بيوت بني إسرائيل بذبح شاة، وأمرهم بالأخذ من الدم وجعله على القائمتين والعتبة العليا في البيوت.