رئيس التحرير
عصام كامل

الشائعة القادمة!


لو عكف باحث على دراسة الشائعات التي انطلقت في مصر في السنوات الأخيرة، سوف يكتشف أنها شائعات فجة وشخصية، وضعيفة البنيان ومع ذلك انتشرت ووجدت من يصدقها ويروجها ويتبنى مواقف استنادا لها..وحتى بعد أن تبين عدم صحتها وعدم صدقها ما زال البعض يروجها.. ولذلك لم يكن غريبا أن تنطلق شائعة جديدة في المجتمع كل أسبوع على الأقل خلال الثلاث سنوات الأخيرة تقريبا.


وأول شائعة تم إطلاقها بعد 28 يناير 2011 شائعة فتح الداخلية السجون لإطلاق المساجين يعيثون فسادا في أرجاء البلاد وينشرون الفزع بين الناس من أجل فض المظاهرات والاعتصامات التي بدأت يوم 25 يناير، وهى الشائعة التي صدقها ملايين المصرييين حتى تبين فيما بعد أن من دبر لاقتحام السجون وتهريب المساجين كانوا من الإخوان بمساعدة مسلحين من حركة حماس وحزب الله.

أما أحدث شائعة فهى التنازل عن جزيرة مصرية من الجزر لليونانيين في اتفاق ترسيم أو تعيين الحدود البحرية مع اليونان، وهى جزيرة قامت مصر بتأجيرها لليونان مقابل مبلغ من المال..والغريب أن هناك من تلقف هذه الشائعة وانطلق يروجها رغم أن مصر لم توقع بعد اتفاقا لتعيين الحدود البحرية مع اليونان، وأن الأمر ما زال في مرحلة التفاوض.

وهكذا ليس مهما أن تكون الشائعة محكمة الصنع أو قابلة للتصديق..المهم قصف المصريين بشكل دائم بالشائعات المتوالية، لأن العيار الذي لا يصيب يدوش كما يقول المثل الشعبى..والهدف هو ارتباك المجتمع وتشتيت فكره وإضعاف تركيزه وتضليل وعيه، وصرف انتباهه عما يتهدده ممن أخطار حقيقية.. ولذلك انتظروا الأسبوع المقبل شائعة جديدة، سخيفة نعم وضعيفة آه، ولكن للأسف ستجد من يصدقها.
الجريدة الرسمية