رئيس التحرير
عصام كامل

توني بلير يطعن مصر في إثيوبيا.. «سمسار أوروبا» أكبر الداعمين لسد النهضة.. مبادرة «حكم أفريقيا» الطريق إلى قلب أديس أبابا.. مسئولون إثيوبيون يكشفون التفاصيل.. و«كيوشا» آخر

توني بلير
توني بلير

منذ أكثر من شهر أعلنت إثيوبيا عن نيتها بناء سد «كويشا» على النيل الأزرق وذلك بالتعاون مع شركة «ساليني» الإيطالية المسئولة عن سد النهضة، ضمن ما عُرف بخطة التنمية الإثيوبية.


ما كشفته أديس أبابا لم يكن غريبًا في ظل تصريحات كثيرة عما تحويه جعبة إثيوبيا من مشروعات عملاقة على نهر النيل لتوليد طاقة كهربائية سيتم تصديرها لاحقًا إلى الدول التي تحتاج إلى الكهرباء.

اقرأ..وزير المياه الإثيوبي: لا أضرار كبيرة على مصر من سد النهضة

الغريب في هذا الإعلان إنه انطلق من السفارة الإثيوبية في لندن، الأمر الذي دفع مجلة «ووتر باور» المتخصصة في شئون المياه من الإشارة إلى أن إعلان الخبر من بريطانيا يعني دورا قويا لـ«مبادرة حكم أفريقيا»

لم يكتف الموقع البريطاني بذلك بل سلط الضوء على دور «توني بلير» رئيس وزراء بريطانيا الأسبق صاحب تلك المبادرة التي تم تدشينها في عام 2014 وأصبح «بلير» هو المسئول عنها.

حسب ما نشر على عن المبادرة فإنها تستهدف تمويل عدة دول أفريقيا أبرزهم إثيوبيا وغانا بـ7 مليارات دولار وذلك لتوليد الكهرباء، هذا نصف الحقيقة أم النصف الآخر فهو الدور الذي لعبه «بلير» في بناء سد النهضة الأمر الذي عده الكثيرون طعنة جديدة من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، والمعروف بـ«سمسار أوروبا» نظرًا لعمله وسيطا لعقد الصفقات المشبوهة بين الدول.

اقرأ ايضًا..تنزانيا رابع دولة أفريقية تتعاقد على شراء كهرباء «سد النهضة»

ورغم تورط دول غربية كثيرة في تمويل سد النهضة «إسرائيل - تركيا - إيطاليا» إلا أن دور «بلير» لم يكشف عنه الحجاب إلا مؤخرًا، والمتستر حول مبادرة حكم أفريقيا التي أسسها «بلير» وأشرف عليها الرئيس الأمريكا أوباما الممول الأساسي للمبادرة.

الحكومة الإثيوبية بدورها كانت جاهزة للاشتراك في تلك اللعبة «الأمريكية - البريطانية» وفي أبريل الماضي نشر موقع «وال انفو» الأثيوبي تصريحات لـ«تاي أسق» وزير الدولة الإثيوبي يعترف فيه إن مبادرة «حكم أفريقيا» تعمل في أديس أبابا بطلب من الحكومة الإثيوبية، وساعدت في تمويل سد النهضة.

«أسق» أضاف بحسب الموقع الإثيوبي أن هناك اتفاقا بين الحكومة الإثيوبية ومبادرة «حكم أفريقيا» لتنمية الطاقة الكهربائية والسدود في أديس أبابا، وذلك من خلال «سيباستيان فريندو» رجل «بلير» الأول في إثيوبيا والخبير المتخصص في زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة والبنية التحتية والصناعات الزراعية.

شاهد..«نور الدين»: تصريحات إثيوبيا عن موعد توقيع عقود سد النهضة «مراوغة»

وفي 2014 نشر موقع منظمة «مبادرة أفريقيا» يؤكد أن رئيس الوزراء البريطانى السابق عقد لقاءات مع رئيس الوزراء «ديسالين» في إثيوبيا لمناقشة سبل تطبيق مبادرة «طاقة أفريقيا» التي تمولها أمريكا لصالح قطاع صناعة الكهرباء في البلاد.

وفى فبراير الماضى جاء أول اعتراف رسمي بدور «بلير» الرسمي على لسان وزير الدولة الإثيوبى للمياه والرى والكهرباء، بعد أن أكد أن بلاده استفادت من البرنامج الأمريكى لتوليد الكهرباء وأنه تم إعداد الإطار القانونى الذي من شأنه أن يساعد إثيوبيا على الاستفادة من برنامج «طاقة أفريقيا» في المستقبل إذ من المقرر أن يستمر التمويل إلى عام 2030 وفقا للجدول الزمنى الذي أعلنه أوباما.

شاهد ايضًا.. نصر علام: انهيار سد النهضة يقتل 8 ملايين مصري وسوداني

وكشف الوزير الإثيوبى في تصريحاته أن البرنامج الأمريكى سيسهم بشكل أساسى في معالجة المشكلات التي تشهدها أدبس أبابا في نقل الكهرباء للخارج مثل توفير الكابلات التي تسمح لأديس أبابا بتصدير الطاقة الكهربائية.

تلك المقدمات دفعت عدد من المواقع الإخبارية العالمية إلى الإشارة إلى أن صفقة سد كيوشا جاءت من خلال «توني بلير» أولًا وأخيرًا.
الجريدة الرسمية