رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى إعدام «سيد قطب».. اللحظات الأخيرة لـ«منظر الجماعة».. تدبيره «محاولة اغتيال عبدالناصر» تسقطه في قبضة الأمن.. كوب ماء وأداء صلاة الفجر آخر مطالبه.. ورسالته للمباحث

سيد قطب
سيد قطب

«الوطن ما هو إلا حفنة تراب عفن، وإن راية المسلم التي يحامي عنها، هي عقيدته، ووطنه الذي يجاهد من أجله، هو البلد الذي تقام شريعة الله فيه، وأرضه التي يدفع عنها، هي دار الإسلام، التي تتخذ المنهج الإسلامي منهجًا للحياة، كل تصور آخر للوطن هو تصور غير إسلامي، تنضح به الجاهليات»، إحدى أشهر العبارات التي تناقلها معارضو ومنتقدو المنظر الأول لجماعة الإخوان، والأب الروحي للجماعات الجهادية والتكفيرية في مصر «سيد قطب».


حادث المنشية
وفى ذكرى إعدام سيد قطب نسلط الضوء على حياة أحد المنظرين لجماعة الإخوان، وقائد التنظيم السري للجماعة، حيث اتهم وآخرين من قادة الجماعة بتدبير مؤامرة 1954، ومحاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بميدان المنشية بالإسكندرية، وتم القبض عليه ضمن عدد  كبير من أعضاء الإخوان، مثل بعضهم أمام محكمة الثورة التي شكلت خصيصا لهذا الغرض، وقضت بإعدام سبعة من قادة الجماعة على رأسهم المرشد العام آنذاك حسن الهضيبي الذي خفف عنه الحكم فيما بعد، كما أصدرت المحكمة أحكاما مشددة على المتهمين الآخرين، ومن بينهم سيد قطب الذي حكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عامًا.

رسالة المباحث العامة
في يوم 30 يوليو 1965م، ألقت الشرطة المصرية القبض على شقيق سيد قطب، فأرسل إلى المباحث العامة رسالة احتجاج، أدت تلك الرسالة إلى إلقاء القبض على سيد وآخرين من أعضاء جماعة الإخوان، وحُكم عليه بالإعدام مع 6 آخرين، وتم تنفيذ الحكم في فجر الإثنين الموافق 29 أغسطس 1966م.

هوس نيل الشهادة
عقب إعلان الحكم، ردد « قطب » عبارته الشهيرة قائلًا: «الحمد لله، لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة»، وحين سأله أحد أعضاء الجماعة:«لماذا كنت صريحا في المحكمة التي تمتلك رقبتك؟»، قال: «لأن التورية لا تجوز في العقيدة، وليس للقائد أن يأخذ بالرخص».

لحظات ما قبل الإعدام
وفى اللحظات الأخيرة لسيد قطب قبيل إعدامه، لم يكن هناك ضمن شهود الحدث ليرووا ما جرى إلا القياديين بالجماعة محمد يوسف هواش وعبد الفتاح إسماعيل، وأعدم كليهما عقب إعدام سيد قطب مباشرةً، رافقهم الضابط الذي اصطحب «قطب» في طريقه للمشنقة، وهو اللواء فؤاد علام شاهد العيان الوحيد للخطات الأخيرة قبيل الإعدام، والذي روى في مذكراته «الإخوان وأنا» تفاصيل هذا اليوم.

تفاصيل إعدامه
يقول اللواء فؤاد علام، في مذكراته: إن يوم إعدام سيد قطب لم يكن اليوم معلومًا لأحد، مضيفًا: «وكنت أجلس في السيارة الأولى وبجوارى سيد قطب، وفى الثانية كان يجلس محمد يوسف هواش نائب سيد قطب في قيادة التنظيم، وفى الثالثة كان يجلس عبد الفتاح إسماعيل المسئول عن الاتصالات الخارجية لجماعة الإخوان، والثلاثة محكوم عليهم بالإعدام، وركب السيارات يتحرك بهم من السجن الحربي لسجن الاستئناف لتنفيذ الحكم فيهم».

بدلة الإعدام
ويشير «علام» إلى أن «سيد قطب» ارتدى بدلة داكنة اللون تحتها قميص أبيض، وكان يبدو بصحة جيدة، فهو لم يتم ضربه أو تعذيبه كما أشاع الإخوان، كما أنه لم يكن مجهدًا أو مرهقًا، وكان «قطب» يردد وهو في طريق لمكان إعدامه: «مشكلتى في عقلي أنا مفكر وكاتب إسلامى كبير والحكومة تريد القضاء على الإسلام عبر قتلى».
يتابع اللواء: «فهم سيد قطب من الإجراءات داخل السجن، أنه سيتم إعدامه فازداد توتره حتى وصل لدرجة الانهيار وأخذ يردد، أنا مفكر إسلامى كبير والحكومة لم تجد سبيلًا للقضاء على أفكارى لذا تعدمنى»، ثم بدأت مراسم تنفيذ الحكم فلبس سيد قطب بدلة الإعدام الحمراء، وسئل إن كان يريد شيئًا فطلب كوب ماء تجرعه ثم طلب أن يصلى الفجر ثم دخل غرفة الإعدام وتم تنفيذ الحكم».







الجريدة الرسمية