تونس تواجه الإرهاب بالفن!
كان الفن ولازال هو التعبير المتقدم والسلاح الناعم المدهش لمواجهة التخلف والرجعية والظلام، بشرط حسن التوظيف، وصدق النوايا وانحياز الإبداع لقيم الحق والخير والجمال.
ولأن تونس كانت واحدة من دولنا العربية التي عانت من عمليات إجرامية في الفترة الأخيرة، فقد كان حري بها هذا المهرجان الذي يقام في ولاية المنستير التونسية، خلال الفترة (26 نوفمبر – 3 ديسمبر)، أقصد مهرجان عليسة الدولي للفنون، تحت شعار «لا للنزاعات ولا للحروب»، الذي تحمس لفكرته فنان شاب هو خالد ساسي مدير المهرجان، بهدف تقديم صورة حقيقية للعالم ورسالة للحكام والرؤساء، مفادها أن الفنان يستطيع تغيير العالم وفتح الحدود المغلقة بالفن، وبناء المستقبل وفتح الحدود لكل فنان أو موهبة.
والمهرجان يدعو بوضوح للسلام بين جميع الأديان، كما يقدم ندوة كبري حول الفن والسلام وكيفية مواجهة الإرهاب بالإبداع، وهو متخم بالعديد من الفعاليات الفنية الغنائية، ويستضيف نجوما كبارا من دول العالم المختلفة، كما يشهد مشاركة عربية كبيرة، بالإضافة لمشاركة أوروبية خاصة اليونان وإيطاليا، حيث تشارك الفنانة اﻹيطالية فرانسيسكا دي فيتورا ونيكوس ديمتري يادس من اليونان، كما تشارك بريطانيا بفريق من أصحاب الاحتياجات الخاصة.
وتشارك في المهرجان أيضًا النجمة العالمية الفرنسية "ديليزيا ليون" مغنية البوب الشهيرة والراقصة السابقة بفرقة مايكل جاكسون، هذا غير حشد فني كبير خاصة من الفنانين العرب، ومنهم المصرية الواعدة شيماء المغربي وكريم تواتي من الجزائر، والمطربة التونسية المعروفة سلمى العلوي، ومن فلسطين المطرب الصاعد ضياء ربع من مدينة قلقيلية، وفرقة ملوى المصرية للفنون الشعبية، وفرقة أفراح الشام وفرقة سفراء فلسطين للفنون الشعبية بقيادة المطربة المقدسية نيفين صاوي.
كما يحل المخرج السوري يسام الملا ضيفًا على المهرجان وهو مخرج المسلسل الشهير باب الحارة، وسوف يكون أحد ضيوف شرف المهرجان، كذلك النجمة الليبية المتألقة خدوجة صبري، والنجم العالمي اللبناني ربيع حجازي، ناهيك عن توجيه الدعوة لأمين عام اتحاد المرأة الأفريقية وشخصيات أخرى سياسية واجتماعية ليكتمل لك العرس الكبير.
وهذه مجرد لمحات، لكن الأهم أن المهرجان تحمس له المسئولية هناك وتم إشهار جمعيتين رئيسيتين لتنظيمه وهما (هابي بعل للفنون والسلام وجمعية نادي الأجيال) وسيكون المهرجان كل عامين بدولة عربية مختلفة، والمفاجأة أنه تقرر أن تكون الدورة القادمة في مصر، وذلك يعني أن المهرجان ولأول مرة في تاريخ المهرجانات بالعالم، سيكون خارج حدوده، رغم أنه يحمل اسم مدينة تونسية بهدف نشر موضوعه المهم.
أما اختيار تلك الجزيرة الساحلية الرائعة (عليسة) لإقامة فاعليات المهرجان فيرجع كما عرفت لأنها محاطة بتأمين ضخم من كل الجهات، حيث يشهد المهرجان أعلي مستويات التأمين الأمني، ناهيك أنها فرصة للترويج السياحي لتونس بعد ماشهدته من انتكاسة في هذا الشأن في أعقاب العملية الأخيرة بقرطاج.
وليبقي الفن هو السلاح الناعم دائما لمواجهة أي مغالاة أو استغلال للأوطان، بينما تظل تونس هي المبادرة دوما والقادرة على إنجاح تجاربها كما حدث في الربيع العربي، أو كحائط صد لأي محاولة لانتزاع مكاسبها الديمقراطية مهما حاول الجبناء أو الطابور الخامس في أوطاننا.